دهس فلسطيني أثناء الصلاة قرب رام الله.. الشرطة الإسرائيلية تفرج عن الجندي وتحوله للإقامة الجبرية
أفرجت الشرطة الإسرائيلية عن جندي احتياط دهس مواطنًا فلسطينيًا أثناء أدائه الصلاة قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، قبل أن تقرر وضعه تحت الحبس المنزلي بعد استجوابه، وفق ما كشفت وسائل إعلام عبرية، الجمعة.
تفاصيل الحادثة كما أوردها الإعلام العبري
قالت صحيفة هآرتس إن الشرطة الإسرائيلية أعلنت، الخميس، إلقاء القبض على جندي احتياط بعد تداول مقطع فيديو صادم يظهره وهو يدهس فلسطينيًا كان يؤدي الصلاة على جانب الطريق قرب رام الله.
وأضافت الصحيفة أن الشرطة أفرجت عنه لاحقًا، مع إخضاعه لـ:
-
الإقامة الجبرية لمدة 5 أيام
-
فرض شروط مشددة
-
منعه من الاقتراب من قرية دير جرير
-
حظره من التواصل مع أي طرف له صلة بالقضية
إطلاق نار داخل القرية ومصادرة السلاح
![]()
وبحسب البيان، أكدت الشرطة الإسرائيلية أنها تتعاون مع الجيش الإسرائيلي للتحقيق في الحادث، مشيرة إلى أن الواقعة تضمنت إطلاق الجندي النار من سلاحه داخل القرية.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي:
-
مصادرة سلاح الجندي
-
إنهاء خدمته العسكرية
وذلك بدعوى أن ما حدث يُعد واقعة خطيرة تستوجب إجراءات فورية.
الفيديو يوثق الجريمة.. دهس أثناء الصلاة

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أشارت، الخميس، إلى انتشار فيديو واسع التداول يُظهر جندي احتياط يقود دراجة نارية رباعية الدفع، ويقوم بدهس فلسطيني أثناء أدائه الصلاة على جانب الطريق، في قرية دير جرير شرق رام الله.
الفيديو، الذي تناقلته منصات فلسطينية على نطاق واسع، وثّق لحظة الدهس بشكل واضح، ما فجر موجة استنكار كبيرة في الأوساط الفلسطينية والحقوقية.
رواية فلسطينية: دهس متعمد واعتداء منظم
من جهتها، أفادت مصادر محلية فلسطينية بأن المصاب تعرض لرضوض وجروح، إثر دهس متعمد من قبل مستوطن إسرائيلي، أثناء اقتحام مجموعة من المستوطنين مدخل قرية دير جرير.
وأوضحت المصادر أن:
-
مجموعة من المستوطنين اقتحمت مدخل القرية
-
جرى الاعتداء على مركبات فلسطينية
-
أحد المستوطنين تعمّد دهس الشاب أثناء صلاته
وهو ما يعكس، بحسب الأهالي، نمطًا متكررًا من الاعتداءات المنظمة التي تستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية.
سياق أوسع من التصعيد في الضفة الغربية
تأتي هذه الحادثة في ظل تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في الضفة الغربية، تزامنًا مع حرب الإبادة على قطاع غزة التي استمرت قرابة عامين.
ووفق معطيات فلسطينية رسمية:
-
1103 فلسطينيين قُتلوا في الضفة الغربية والقدس الشرقية
-
نحو 11 ألف مصاب
-
أكثر من 21 ألف معتقل
وذلك منذ بدء الحرب على غزة، في ظل اقتحامات شبه يومية، واعتداءات متكررة من المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال.

انتقادات حقوقية: إفراج سريع وعقوبات مخففة
أثارت طريقة تعامل الشرطة الإسرائيلية مع الجندي انتقادات واسعة، حيث رأى حقوقيون أن:
-
الإفراج السريع لا يتناسب مع خطورة الجريمة
-
الحبس المنزلي المؤقت لا يرقى لمستوى المساءلة
-
وجود ازدواجية في تطبيق القانون بين الفلسطينيين والإسرائيليين
ويؤكد مراقبون أن مثل هذه القرارات تعزز ثقافة الإفلات من العقاب، وتفتح الباب أمام تكرار الاعتداءات بحق المدنيين الفلسطينيين.
الصلاة تحت التهديد.. مشهد يلخص الواقع
تحوّل مشهد فلسطيني يؤدي الصلاة على جانب الطريق إلى دليل حي على هشاشة الحماية الدولية للمدنيين، وعلى واقع يختلط فيه العنف بالقداسة، في مناطق يفترض أنها تخضع للقانون.
ويرى محللون أن الحادثة لا يمكن فصلها عن السياق العام للاحتلال، حيث بات الاستهداف أثناء الصلاة جزءًا من يوميات الفلسطينيين، دون رادع حقيقي.
مرآة لواقع أوسع من الانتهاكات اليومية في الضفة
قضية دهس فلسطيني أثناء الصلاة قرب رام الله ليست حادثًا فرديًا، بل مرآة لواقع أوسع من الانتهاكات اليومية في الضفة الغربية، حيث:
-
يُعتدى على المدنيين
-
تُوثق الجرائم بالفيديو
-
ثم تُواجه بإجراءات محدودة لا ترقى للعدالة
وفي ظل هذا الواقع، يبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى تستمر هذه الانتهاكات دون محاسبة حقيقية؟












