بين عشق الدم وضغط العزلة.. نتنياهو يستبق لقاء ترامب بلقاء ويتكوف وسط جدل خطة غزة

في ليلة اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجد الأخير نفسه في قلب عاصفة سياسية ودبلوماسية كبيرة وهو يسعى لفرض رؤيته على العالم أجمع رغم العزلة التي وضعت دولته فيها سياساتها الدموية تجاه أهل غزة المحاصرين بين المجاعة والدمار.
لقاء مع ويتكوف قبل البيت الأبيض
وكشف موقع واي نت العبري أن نتنياهو سيعقد مساء الأحد لقاءً هو الثالث له مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف منذ وصوله إلى الولايات المتحدة، وذلك في إطار مساعيه لإدخال تعديلات على الخطة الأميركية لإنهاء الحرب في غزة، وهي الخطة التي أعدها جاريد كوشنر وويتكوف، وحظيت بموافقة كاملة من ترامب.
ورغم ذلك، تعيش إسرائيل حالة من القلق، بعدما تمكنت أطراف إقليمية من التأثير على مضمون الخطة، لتتضمن فقط نزع الأسلحة الهجومية من حركة حماس بدلًا من نزع السلاح الكامل الذي تصر عليه تل أبيب.
ترامب عازم.. ونتنياهو في حالة "هيستيرية"
المصادر العبرية وصفت أجواء ما قبل اللقاء بـ"الهيستيرية"، إذ يخشى نتنياهو أن يهاجمه ترامب مباشرة بشأن المبادرة المكونة من 21 بندًا. ورغم محاولات إسرائيل تعديل بعض البنود، فإن ترامب – بحسب المصادر – "عازم بشدة على إنهاء الحرب، ولن يسمح لنتنياهو بإفساد خطته".
ويأتي ذلك فيما يسعى نتنياهو للحصول على "تحسينات" تضمن له مخرجًا سياسيًا يبرر استمرار الحرب التي لم تجلب سوى الدمار والموت والمجاعة لأهالي غزة.
إلغاء جدول أعمال وتكثيف الضغط
وللدلالة على حجم التوتر، ألغى نتنياهو معظم جدول أعماله، بما في ذلك كلمة كانت مقررة في مؤتمر JNS اليهودي المحافظ، وكذلك إحاطة للصحفيين الإسرائيليين المرافقين له. لكنه في المقابل رأى ضرورة الاجتماع مع كبار المعلقين الأميركيين للتأثير على الرأي العام هناك، قبل لقائه الحاسم مع ترامب.
قضايا تتجاوز غزة
اللقاء مع ترامب لن يقتصر على غزة فقط، بل سيتطرق إلى ملفات إقليمية أوسع، أبرزها:
-
إيران: صياغة رد مشترك على أي محاولة لإحياء برنامجها النووي.
-
سوريا ولبنان: بحث اتفاق أمني مع دمشق، والتعامل مع حزب الله في حال تحدى قرارات نزع السلاح.
-
الحوثيون: تنسيق الرد على استمرار هجماتهم رغم اتفاق سابق مع ترامب.
-
الاعتراف بفلسطين: كيفية مواجهة موجة الاعترافات الدولية المتزايدة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أما ملف ضم الضفة الغربية، فلا يبدو مطروحًا على الطاولة حاليًا، رغم رغبة نتنياهو في الحصول على ضوء أخضر لخطوات تصعيدية ضد فرنسا والسلطة الفلسطينية.
نتنياهو يسعي لفرض أجندته وسط عزلة دولية خانقة
بينما يحاول نتنياهو فرض أجندته وسط عزلة دولية خانقة، يبقى ترامب مصممًا على إنهاء حرب لم تجلب لغزة سوى الدم والموت والجوع. إن هذا اللقاء – الأشد حساسية منذ بداية الولاية الثانية لترامب – قد يكون نقطة فاصلة: إما دفع نحو تسوية تضع حدًا لنزيف الدم، أو استمرار انزلاق المنطقة إلى هاوية أعمق من العنف والانتقام.