شاهد بالصور : نتنياهو يخطب للمقاعد الخالية.. عزلة إسرائيل الدولية تتعمق بسبب الإبادة والمجاعة في غزة

في مشهدٍ غير مسبوق، عكس حجم الرفض الدولي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي- ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط مقاعد فارغة بعد انسحاب وفود عدة دول فور ذكر اسمه. هذا المشهد تحوّل إلى عنوان بارز للعزلة الدولية التي تعيشها إسرائيل، نتيجة جرائم الحرب المستمرة في قطاع غزة، وما خلّفته من مجازر ومجاعة أصابت أكثر من مليوني إنسان.
عزلة سياسية على المسرح الدولي
رغم التحضيرات الكبيرة والدعاية المبالغ فيها التي سبقت كلمة نتنياهو، إلا أن الرد العالمي جاء قاسيًا: وفود عربية وأجنبية غادرت القاعة بشكل جماعي، في رسالة احتجاج واضحة ضد الاحتلال، وممارساته التي وصفتها منظمات دولية بـ"الإبادة الجماعية". هذا الانسحاب الجماعي أبرز أن العالم لم يعد يتقبل الرواية الإسرائيلية التي تحاول تبرير قصف المدنيين والحصار المطبق على غزة.
غزة بين المجاعة والدمار
منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، يعاني سكان غزة من كارثة إنسانية مركبة:
-
أكثر من 70 ألف شهيد وفق إحصاءات محلية، معظمهم من النساء والأطفال.
-
تدمير شامل للبنية التحتية بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساكن.
-
حصار خانق أدى إلى انقطاع الغذاء والدواء والوقود.
-
تحذيرات منظمات دولية من مجاعة تفتك بعشرات الآلاف، مع تسجيل حالات وفاة بسبب سوء التغذية.
هذا الواقع جعل غزة رمزًا لمعاناة إنسانية غير مسبوقة في العصر الحديث، وفضح ازدواجية الاحتلال في محاولاته الترويج لصورة "الضحية".
خطاب نتنياهو: محاولة للهروب إلى الأمام
نتنياهو كرر خلال خطابه روايته عن "فظائع 7 أكتوبر"، محاولًا تبرير استمرار الحرب في غزة، لكنه وجد نفسه يخاطب صفوفًا فارغة. وفي رسالته إلى العالم، لم يقدم سوى التهديد والوعيد لحركة حماس، ومهاجمة الدول العربية والمجتمع الدولي لوقوفهم بجانب الفلسطينيين. لكن هذه اللغة التصعيدية لم تنجح في كسر عزلة إسرائيل، بل زادت من الإدانة الدولية لسياستها.
احتجاجات في نيويورك
بالتزامن مع الكلمة، تظاهر المئات خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك، مطالبين بـاعتقال نتنياهو ومحاسبته أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. هذه المظاهرات أكدت أن عزلة إسرائيل لم تعد مقتصرة على القاعات الرسمية، بل باتت حاضرة في الشارع الغربي أيضًا.
فشل الدعاية الإسرائيلية
سبق خطاب نتنياهو حملة دعائية ضخمة في نيويورك، تضمنت شاحنات إعلانية ورموز "كيو آر كود" للترويج للرواية الإسرائيلية، لكن كل هذه التحركات انهارت أمام مشهد القاعة الخالية، الذي تحوّل إلى دليل حي على فقدان الاحتلال لمكانته الدولية.
العالم يرفض الاحتلال
اليوم، لم يعد العالم يقف صامتًا أمام المجازر. قرارات من الجمعية العامة ومواقف من دول كبرى طالبت بوقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود. أما خطاب نتنياهو فكان مجرد محاولة يائسة لتجميل وجهٍ مُلطخ بالدماء.