عيد بطعم الدم والحصار
توقّف توزيع المساعدات في غزة بسبب الازدحام والقصف

أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل عن توقيف مؤقت لعمليات توزيع المساعدات الإنسانية في جنوب القطاع، بسبب "الازدحام الشديد" الذي وصفته بأنه أصبح يشكل خطرًا على سلامة المستفيدين والطواقم. ويأتي هذا القرار بالتزامن مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية وسقوط المزيد من القتلى في مختلف أنحاء القطاع، في وقت يُفترض أن يحتفل فيه الفلسطينيون بعيد الأضحى.
مجزرة جديدة في الشمال وقتلى في خان يونس
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 16 فلسطينيًا في غارات جوية إسرائيلية استهدفت بشكل أساسي مناطق في شمال القطاع، بينما اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل أربعة من جنوده وإصابة خمسة آخرين، جراء انفجار داخل مبنى ملغوم في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ليرتفع بذلك عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية يونيو إلى ثمانية جنود.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحادث بقوله: "إنه يوم حزين وصعب"، مع استمرار الجيش في إصدار أوامر إخلاء جديدة للمناطق الشرقية من مدينة غزة تحضيرًا لما وصفه بـ"هجوم وشيك".
ارتباك في توزيع المساعدات
وكانت مؤسسة غزة الإنسانية قد بدأت في توزيع الطرود الغذائية نهاية مايو، ضمن آلية جديدة قالت الأمم المتحدة إنها تفتقر إلى الحياد والنزاهة. وفي أحدث فصول الفوضى، أعلنت المؤسسة صباح الجمعة إغلاق مواقع التوزيع، ثم تراجعت لتؤكد أن عملية التوزيع تمت بسلام، قبل أن تصدر بيانًا لاحقًا يفيد بأنها أغلقت البوابات مجددًا كإجراء احترازي.
وقالت المؤسسة في بيانها:
"رغم أن التوزيع مرّ دون مشكلات، فإننا قررنا إيقافه مؤقتًا بسبب الازدحام الشديد الذي جعل من استمرار العملية أمرًا غير آمن."
يُذكر أن المؤسسة نفسها كانت قد علّقت عملها يوم الأربعاء الماضي، وطلبت من الجيش الإسرائيلي مراجعة بروتوكولات الحماية بعد مجزرة راح ضحيتها أكثر من 80 قتيلًا ومئات المصابين خلال محاولة الحصول على المساعدات بين 1 و3 يونيو، بحسب مصادر صحية في غزة.
عيد بطعم الدم والحصار
رغم حلول عيد الأضحى، لم تتوقف العمليات العسكرية، ما دفع مئات الفلسطينيين إلى أداء صلاة العيد في العراء قرب المساجد والمنازل المدمرة.
وقالت "أم محمود"، وهي من سكان خان يونس:
"زي ما أنت شايف والله، إحنا بنصلي صلاة العيد والقصف شغال، والمدافع والطيران فوق روسنا."
تحذيرات من مجاعة شاملة
في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ أكثر من 11 أسبوعًا، ومع التوقف المتكرر للمساعدات، تحذّر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة تهدد حياة 2.3 مليون نسمة، مؤكدة أن سوء التغذية الحاد لدى الأطفال تضاعف ثلاث مرات خلال الأسابيع الأخيرة، ما ينذر بكارثة إنسانية متفاقمة.