واشنطن تلوّح بإيران.. كيف تستخدم أمريكا “فزّاعة طهران” في وجه السعودية رغم مسار التقارب بين البلدين؟
في سياق يزداد فيه الحديث عن التقارب السعودي–الإيراني، برزت تطورات جديدة تلقي الضوء على الدور الأمريكي في محاولة استثمار ملف إيران كورقة ضغط استراتيجية على الرياض، وذلك بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن.
وخلال الساعات الماضية، كشف السفير الإيراني لدى الرياض، علي رضا عنايتي، تفاصيل الرسالة التي وجّهها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى ولي العهد السعودي قبل الزيارة، وهي رسالة تبدو في ظاهرها ودّية، لكنها في باطنها تعكس تحركًا سياسيًا حساسًا في لحظة إقليمية دقيقة.
رسالة طهران إلى الرياض.. تقارب محسوب أم طلب دعم؟

قال السفير عنايتي إن الرئيس الإيراني بعث رسالة إلى الأمير محمد بن سلمان أعرب فيها عن تقديره للتسهيلات المقدمة للحجاج الإيرانيين، وخاصة الجهود السعودية خلال الظروف الاستثنائية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي.
وتضمنت الرسالة – وفق عنايتي – تأكيدًا على:
-
تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
-
تثمين السعودية لتعاونها في شؤون الحج
-
التعاون الإقليمي العميق بين الجانبين
كما وقّع الوفد الإيراني اتفاقية الحج للعام المقبل في جدة، في خطوة تؤشر لاستمرار مسار التقارب.
وراء الكواليس.. إيران تطلب من السعودية وساطة مع واشنطن

لكن تفاصيل أخرى كشفتها وكالة رويترز عبر مصدرين إقليميين تكشف جانبًا مختلفًا تمامًا من المشهد.
فبحسب التقرير، طلبت إيران من السعودية إقناع الولايات المتحدة بإحياء المحادثات النووية المتوقفة، في ظل مخاوف طهران من تكرار الهجمات الجوية الإسرائيلية.
وقال المصدران إن بزشكيان أكد في رسالته أن:
-
إيران لا تسعى لمواجهة
-
منفتحة على حل عبر الدبلوماسية
-
تريد تعاونًا إقليميًا واسعًا
-
لكنها تشترط ضمان حقوقها النووية
هذا الكشف يعيد طرح السؤال الأهم:
هل تستغل واشنطن الملف الإيراني للضغط على الرياض، أم أن طهران تحاول الاحتماء بالسعودية لتجنب التصعيد؟
ترامب يدعم الرواية: "إيران تريد اتفاقًا معنا بشدة"
وخلال استقبال ولي العهد في البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن:
"إيران ترغب بشدة في التوصل لاتفاق معنا، وهناك عملية بدأت بالفعل."
تصريح ترامب يُظهر أن واشنطن ما تزال تستخدم الملف الإيراني كأداة نفوذ في المنطقة، سواء عبر الضغط أو عبر فتح باب المفاوضات في توقيت تختاره هي.
واشنطن غير راغبة في خسارة ورقة الضغط الإيرانية التي استخدمتها لسنوات
مع اقتراب السعودية وإيران أكثر من أي وقت مضى، تبدو واشنطن غير راغبة في خسارة ورقة الضغط الإيرانية التي استخدمتها لسنوات لتعزيز علاقتها الأمنية مع الرياض.
وفي المقابل، تريد طهران استخدام بوابة السعودية للعودة إلى الطاولة النووية وتخفيف الضغوط المتزايدة، في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر.
وبين هذا وذاك، يبقى السؤال مفتوحًا:
هل تستطيع السعودية موازنة علاقاتها مع واشنطن وطهران دون الدخول في لعبة الابتزاز السياسي؟
















