بعد فشلها في 7 أكتوبر.. الجيش الإسرائيلي يزيل منظومات دفاعية ويجمّد أنظمة الرصد الآلي على حدود غزة
كشفت وسائل إعلام عبرية عن قيام الجيش الإسرائيلي بإزالة منظومات دفاعية كاملة من على السياج الحدودي مع قطاع غزة، في خطوة وُصفت بأنها اعتراف ضمني بفشل البنية الأمنية المتقدمة التي اعتمدت عليها إسرائيل لسنوات.
تفكيك المنظومات الدفاعية على الحدود مع غزة
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن الجيش بدأ بالفعل إزالة عدد من المنظومات الدفاعية المثبتة على طول السياج الحدودي مع القطاع، وهي أنظمة كانت تُستخدم للمراقبة والكشف المبكر عن أي تحركات في الجانب الفلسطيني، إلى جانب التعامل الآلي مع محاولات الاقتراب من الحدود.
هذه الأنظمة، التي لطالما روّجت لها إسرائيل بوصفها "الأكثر تطورًا" في الشرق الأوسط، أثبتت –بحسب الإعلام العبري– أنها فشلت في أداء مهامها خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى اختراق غير مسبوق للحدود ودخول مقاتلي كتائب القسام إلى مستوطنات غلاف غزة.
تجميد منظومات الرصد وإطلاق النار عن بُعد
من جانبها، أعلنت القناة 24 الإسرائيلية أن الجيش قرر تجميد عمل ما تبقى من منظومات الرصد وإطلاق النار عن بعد المنتشرة على طول الحدود مع غزة.
هذه الأنظمة كانت تعتمد على تكنولوجيا "الحارس الذكي"، حيث تقوم كاميرات حرارية وأنظمة ذكاء اصطناعي بتحديد الأهداف وإطلاق النار دون تدخل مباشر من الجنود.
لكن التحقيقات الداخلية خلال الشهور الماضية أثبتت أن منظومات الحماية الآلية لم تفشل فقط في التصدي لهجوم حماس، بل كانت من الأسباب التي ساعدت على تأخير استجابة الجيش خلال الساعات الأولى، بعد أن تم تعطيلها بسهولة من قبل المهاجمين.
التحقيقات الإسرائيلية: خلل شامل في العقيدة الأمنية
وبحسب ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن التحقيقات التي أجرتها لجان عسكرية توصلت إلى أن "المنظومة الأمنية على حدود غزة انهارت بالكامل في اللحظات الأولى"، وأن أنظمة المراقبة الذكية لم تُصدر أي إنذار مبكر يساعد القوات على التحرك.
وذكر أحد التقارير أن هذه الأنظمة صُممت للتعامل مع "مهام تكتيكية محدودة"، لكنها لم تكن معدّة إطلاقًا لمواجهة هجوم واسع ومنظم كالذي نفذته كتائب القسام في 7 أكتوبر.
محاولات إسرائيلية لإعادة بناء الثقة
يأتي هذا التغيير وسط ضغوط شعبية هائلة، وفقدان واسع للثقة بالجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، التي وُجهت لها اتهامات بالغرور العسكري والاعتماد المفرط على التكنولوجيا بدلاً من القوة البشرية والتواجد الميداني.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن إسرائيل تبحث حاليًا عن "منظومة أمنية بديلة" تعتمد على الدمج بين التكنولوجيا المتقدمة والدوريات الميدانية المباشرة، في محاولة لمنع تكرار ما حدث.

















