البنتاجون يوقّع عقدًا ضخمًا مع الشركة المصنّعة للمسيّرة المتهمة باغتيال يحيى السنوار في غزة
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا على الصعيدين الأمني والسياسي، أعلنت وسائل إعلام عبرية عن فوز شركة "إكستند" الإسرائيلية، المتخصصة في التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، بعقد ضخم مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لتطوير وتوريد طائرات مسيّرة هجومية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وتُعرف هذه الشركة بأنها المطوّر الرئيسي للمسيّرة التي قالت إسرائيل إنّها شاركت في اغتيال زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، خلال عملية عسكرية معقدة.
عقد بملايين الدولارات… والبنتاغون يراهن على الذكاء الاصطناعي القتالي
أعلنت شركة "إكستند" هذا الأسبوع أنها حصلت على عقد بقيمة عشرات ملايين الدولارات مع البنتاغون، يتضمن تطوير وتوريد أنظمة مسيّرات هجومية من الجيل الجديد تعتمد على الذكاء الاصطناعي في التوجيه والتحكم والتنفيذ.
ووفق ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن النظام المستخدم في هذه الطائرات تم تطويره بالتعاون مع مديرية الأبحاث في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وقد تم تشغيله فعليًا في عدة مهمات بينها العملية التي استُهدف فيها يحيى السنوار بعد تحديد موقعه بدقة داخل غزة.
لماذا فازت "إكستند" بالصفقة رغم منافسة الشركات الأمريكية؟
أكد مسؤولون أن الشركة الإسرائيلية تفوقت على شركات دفاعية أمريكية في المنافسة على العقد، بعدما قدمت تجربة ميدانية مثبتة في:
-
الحرب في غزة
-
العمليات العسكرية الإسرائيلية
-
الدعم التقني لأوكرانيا خلال الحرب
هذه التجارب عززت ثقة البنتاغون في قدرة الشركة على تقديم أنظمة مسيّرات قادرة على العمل في بيئات معقدة عالية الخطورة.
إنتاج أمريكي بالكامل… وشروط صارمة لاستبعاد المكوّنات الصينية
ورغم أن الشركة إسرائيلية، إلا أن العقد يُلزم "إكستند" بإنتاج المسيّرات داخل الولايات المتحدة وبمكونات غير صينية، لضمان الاستقلالية التكنولوجية ومنع أي اختراق محتمل.
لهذا السبب أسست الشركة مصنعًا في ولاية فلوريدا لإنتاج الطائرات وتدريب الجنود الأمريكيين على استخدامها، بالإضافة إلى توفير خدمات الصيانة وقطع الغيار محليًا.
ما الذي يجعل مسيّرات "إكستند" مختلفة؟ تقنيات هجوم ذكية بقدرات تنسيق جماعي
أوضح البنتاغون أن الأنظمة الجديدة ستندرج تحت مسمى:
"أنظمة الهجوم المعيارية أحادية الاتجاه" FPV
وتتميز هذه الأنظمة بخصائص تقنية متقدمة، أبرزها:
1. أسراب طائرات تعمل بشكل منسق
تعمل عدة مسيّرات ضمن سرب واحد، بحيث تنفذ كل طائرة مهمة مستقلة (استطلاع – هجوم – تشويش – تحديد هدف)، بينما يتم إدارتها من قبل مشغّل واحد فقط.
2. ذكاء اصطناعي بديل للتحكم اليدوي
لا تحتاج الطائرات إلى جهاز تحكم تقليدي، إذ يحدد المشغل المهام والأهداف عبر:
-
الأوامر الصوتية
-
توجيه النظر
-
واجهات ذكاء اصطناعي تعالج البيانات وتوجه المسيّرة تلقائيًا
3. مقاومة للتشويش… واتصال عبر الألياف الضوئية
تمتلك الطائرات القدرة على تغيير وسائل الاتصال بين:
-
الاتصال اللاسلكي
-
الاتصال عبر الألياف الضوئية
ما يمنحها تفوقًا في البيئات الخاضعة للتشويش الإلكتروني، ويتيح لها تنفيذ عمليات على مسافة تصل إلى 20 كيلومترًا.
رسالة استراتيجية أم توسع تكنولوجي؟
يرى محللون أن العقد الجديد يعكس توجّه البنتاجون نحو الاستثمار في الحرب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وتبنّي التجارب الناجحة التي أثبتت فعاليتها ميدانيًا، سواء في غزة أو أوكرانيا.
كما أن التعاقد مع شركة إسرائيلية في لحظة حساسة كهذه يحمل رسالة سياسية وعسكرية واضحة حول تعميق التعاون الدفاعي بين واشنطن وتل أبيب، خصوصًا بعد أحداث غزة الأخيرة.

















