نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل

صرّح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء الجمعة، بأن الحرب لن تنتهي إلا بعد التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله، مؤكدًا أن المرحلة الثانية من الاتفاق تمثل الشرط الأساسي لإنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال مقابلة مع القناة 14 العبرية، حيث شدد على أن عودة جميع الأسرى الإسرائيليين ونزع سلاح قطاع غزة هما الشرطان الرئيسيان لإنهاء الحرب بشكل نهائي.
نتنياهو: نأمل أن يتحقق الاتفاق بطريقة بسيطة
قال نتنياهو خلال حديثه:
"إن شرط إنهاء الحرب هو عودة جميع الأسرى ونزع سلاح القطاع. نأمل أن يتحقق ذلك بطريقة بسيطة، ولكن إن لم يكن، فبطريقة صعبة فإن الحرب ستنتهي."
وأشار إلى أن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار سيكون الخطوة الفاصلة بين استمرار العمليات العسكرية أو الدخول في مرحلة الهدوء، لافتًا إلى أن حكومته لن توافق على أي صيغة تُبقي حماس مسلحة أو مسيطرة على القطاع.
خلفية عن اتفاق وقف إطلاق النار المرحلي
يتكون الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية من مرحلتين رئيسيتين:
-
المرحلة الأولى: تتعلق بوقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل الأسرى والمساعدات الإنسانية.
-
المرحلة الثانية: تشمل ترتيبات أوسع لإنهاء القتال، وإعادة إعمار غزة، وضمان نزع السلاح الكامل للفصائل المسلحة.
ويرى محللون أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تهدف إلى التأكيد على موقفه المتشدد تجاه أي تسوية سياسية لا تضمن تحقيق الأهداف الأمنية الإسرائيلية بشكل كامل.
تحليل سياسي: تلويح بالتصعيد أم ضغط تفاوضي؟
يرى مراقبون أن خطاب نتنياهو يأتي في سياق الضغط على الوسطاء، خصوصًا بعد تباطؤ المفاوضات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، مشيرين إلى أن إسرائيل تستخدم ورقة استمرار الحرب كورقة تفاوضية لإجبار الأطراف الأخرى على القبول بشروطها.
في المقابل، تعتبر تصريحات نتنياهو إشارة موجهة للرأي العام الإسرائيلي، تهدف إلى إظهار الحزم في مواجهة حركة حماس، مع الحفاظ على التوازن أمام الضغوط الدولية لوقف القتال بشكل نهائي.
ردود الفعل الفلسطينية على تصريحات نتنياهو
قوبلت تصريحات بنيامين نتنياهو الأخيرة بردود فعل غاضبة من الفصائل الفلسطينية، التي اعتبرت حديثه تأكيدًا على نية إسرائيل إطالة أمد الحرب في غزة وعرقلة أي جهود دولية لوقف إطلاق النار.
وقال القيادي في حركة حماس إن حديث نتنياهو عن "نزع السلاح" و"المرحلة الثانية" يثبت أن الاحتلال لا يسعى إلى السلام بل إلى السيطرة الكاملة على القطاع، مؤكدًا أن المقاومة لن تقبل بأي اتفاق ينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.
من جانبها، شددت حركة الجهاد الإسلامي على أن تصريحات نتنياهو تكشف ما وصفته بـ "وجه الاحتلال الحقيقي"، وأن الحرب لن تنتهي إلا برحيل الاحتلال ورفع الحصار بشكل كامل عن غزة.
في المقابل، دعت السلطة الفلسطينية إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي بسرعة لإلزام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها وفق اتفاق وقف إطلاق النار، محذّرة من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي سيقوّض أي فرص لتحقيق تهدئة شاملة ومستدامة.