ترامب لنتنياهو: “العالم كله ضدك” ولا تستطيع محاربة العالم كله

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الاستمرار في الحرب على غزة، قائلاً له صراحة: “العالم كله ضدك، ولا يمكنك محاربة العالم”.
وجاءت تصريحات ترامب خلال مقابلة مع مجلة Time البريطانية، حيث أكد أنه أوقف هجومًا عسكريًا كان من الممكن أن يستمر لسنوات، مشيرًا إلى أن تدخله ساهم في جمع الجهود الدولية نحو اتفاق الهدنة وإنقاذ الموقف قبل انهيار كامل للوضع الإنساني والسياسي في غزة.
تفاصيل التحذير الأميركي
قال ترامب إنه تحدث مباشرة مع نتنياهو محذرًا من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية إذا استمر القتال. وأضاف:
“أوقفت الهجوم لأنني كنت أرى أن العالم بأسره يقف ضد إسرائيل، والاستمرار كان سيجعلها تفقد كل دعم”.
وأوضح أن التحرك الأمريكي لم يكن مجرد ضغط سياسي، بل محاولة استراتيجية لمنع تفاقم صراع كان يمكن أن “يستمر لعقد من الزمن”.
وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن هذه الرسالة القوية ساهمت في تغيير موقف الحكومة الإسرائيلية تجاه الهدنة، وإعادة فتح قنوات الاتصال مع الوسطاء الدوليين.
“الخطأ التكتيكي” في قطر
تطرق ترامب في المقابلة إلى حادثة وصفها بـ“الخطأ التكتيكي” الذي ارتكبته إسرائيل في قطر، قائلاً إن هذا الحدث غير المتوقع ساهم في توحيد المواقف الدولية ضد التصعيد.
وأضاف: “تلك الحادثة كانت نقطة تحول لأنها أجبرت الجميع على الجلوس إلى الطاولة والتصرف بجدية لإيقاف الحرب”.
عن الأسرى والملف الإيراني
أشار ترامب إلى أن استعادة الأسرى الإسرائيليين كانت أولوية قصوى، مؤكداً أن الضغوط السياسية والصفقات الدبلوماسية نجحت في إطلاق عدد كبير منهم دفعة واحدة.
كما تحدث عن إيران، مؤكداً أن “العمليات الأميركية ضد طهران سابقاً قلصت من نفوذها الإقليمي، ومهّدت لظروف أكثر ملاءمة للسلام في الشرق الأوسط”.
التحليل والدلالات
تصريحات ترامب تُعد تحولًا في اللغة السياسية الأميركية تجاه إسرائيل، إذ حملت لأول مرة رسالة مفادها أن الدعم الأميركي ليس مطلقاً، وأن تجاوز الخطوط الحمراء في غزة قد يؤدي إلى عزلة دولية.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تعبّر عن إدراك أميركي بأن استمرار الحرب كان سيقوّض صورة إسرائيل عالميًا، ويزيد من الضغط الداخلي على واشنطن نفسها، خاصة بعد تزايد المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في العواصم الغربية.
ترامب أراد أن يسجل لنفسه دورًا في إنهاء واحدة من أعنف مراحل الصراع بين إسرائيل وغزة.
ما بين التحذير من العزلة والدعوة إلى “وقف الحرب الطويلة”، يبدو أن دونالد ترامب أراد أن يسجل لنفسه دورًا في إنهاء واحدة من أعنف مراحل الصراع بين إسرائيل وغزة.
لكن السؤال الذي يبقى مطروحًا: هل أوقف ترامب فعلاً الحرب، أم أنه يسعى الآن لاستثمار الهدنة كإنجاز انتخابي جديد في طريقه للبيت الأبيض؟