ضباط أمريكيون يقودون مركز عمليات دولي في غلاف غزة لاستعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين

كشفت وسائل إعلام عبرية عن تطور عسكري ودبلوماسي جديد في إطار تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة، إذ يجري الإعداد لإنشاء مركز قيادة أمريكي في غلاف غزة لتنسيق عمليات قوات دولية مكلفة بالبحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين داخل القطاع.
الخطوة تأتي ضمن بنود خطة ترامب ذات العشرين بندًا التي تهدف إلى إنهاء الحرب بالكامل ووضع آلية ميدانية لتنفيذ الاتفاقات الأمنية والإنسانية.
تفاصيل التحرك الأمريكي
بحسب ما أفادت به القناة 13 العبرية، فإن ضباطًا أمريكيين سيقيمون مركز قيادة ميدانيًا في غلاف غزة لإدارة فرق البحث الدولية عن رفات الأسرى الإسرائيليين الذين قُتلوا خلال الحرب الأخيرة، ولم يُعرف مكان دفنهم بعد.
كما نقلت القناة 12 عن مصادر إسرائيلية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر توجيهاته إلى القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) بإنشاء قاعدة قيادة في الأراضي الإسرائيلية لتنسيق العمليات الأمنية المتعلقة بغزة.
ووفقًا للتقرير، سيتولى جنرال أمريكي رفيع المستوى قيادة المركز الجديد، بمشاركة مئات الجنود الأمريكيين الذين سيشرفون على تنفيذ خطة ترامب بنودًا بندًا، خصوصًا ما يتعلق بوقف القتال وتبادل الرهائن وضمان الأمن الميداني بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.
قوة مهام مشتركة متعددة الجنسيات
وأشارت صحيفة جيروزاليم بوست إلى أن خطة ترامب تتضمن تشكيل قوة مهام مشتركة أمريكية – إسرائيلية – قطرية – مصرية، ستُكلَّف بتحديد أماكن رفات القتلى والمحتجزين المفقودين في غزة، على أن تُنفّذ مهامها خلال مدة لا تتجاوز 72 ساعة.
وأكد مصدر مطّلع للصحيفة أن القوة ستُزوَّد بمعدات هندسية ثقيلة تشمل حفارات وآليات لهدم الأنقاض للوصول إلى مواقع يُشتبه باحتوائها على جثامين الأسرى، في إطار عملية منسّقة بين الأطراف الأربعة.
كما نقلت القناة 12 عن مسؤول أمني إسرائيلي أن هذه القوة "تتفوق من حيث الكفاءة والتنظيم على أي آلية قطرية - تركية"، مؤكداً أن أي تأخير أو خرق لبنود الاتفاق سيقابله رد أمريكي مباشر، في إشارة إلى الدور الرقابي الذي ستلعبه واشنطن في المرحلة المقبلة.
الدور الأمريكي الميداني وحدود التدخل
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى تأكيده أن قرابة 200 جندي أمريكي سيشاركون في هذه القوة المشتركة، إلى جانب وحدات من مصر وقطر، مشيرًا إلى أن الجنود الأمريكيين لن ينتشروا داخل قطاع غزة مباشرة، بل سيعملون في نطاق الدعم الفني والتنسيق اللوجستي من الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد إنشاء آلية خاصة لمناقشة قضايا نزع السلاح والتجريد العسكري في غزة، تمهيدًا لتطبيق بند الانسحاب الكامل من القطاع وإطلاق مرحلة ما بعد الحرب بإشراف دولي.
توسّع الدور الأمريكي الميداني في إدارة الملف داخل غزة
يرى مراقبون أن هذا التطور يعكس توسّع الدور الأمريكي الميداني في إدارة الملف الغزّي، في إطار محاولة واشنطن فرض ترتيبات أمنية تمنع عودة المواجهات وتضمن استعادة الرهائن الأحياء وجثامين القتلى، إلى جانب تهيئة الأجواء لمرحلة إعادة الإعمار.
ويرجّح محللون أن وجود قيادة أمريكية مباشرة قرب حدود غزة قد يمهد لتأسيس نموذج مراقبة ميداني دائم تشارك فيه أطراف عربية وإقليمية، ما يشير إلى إعادة رسم منظومة الأمن الإقليمي في ضوء اتفاق شرم الشيخ الذي وُقِّع مطلع أكتوبر 2025.