رئيس جامعة المنيا يترأس لجنة مناقشة رسالة علمية حول نشأة واكتشاف المعادن الأرضية النادرة بالصحراء الشرقية
شهدت كلية العلوم بجامعة المنيا حدثًا علميًا بارزًا، حيث ترأس الدكتور عصام الدين صادق فرحات – رئيس جامعة المنيا وأستاذ الجيوكيمياء بقسم الجيولوجيا – لجنة الحكم والمناقشة على رسالة الماجستير المقدمة من الباحث دانيال مدحت في تخصص علوم المعادن والجيوكيمياء. جاءت الرسالة تحت عنوان:
"التكامل بين البحث الحقلي وعلم المعادن والجيوكيمياء لتحديد أصل الصخور والتمعدن في معقدة جبل البكرية الحلقية في أواخر عصر النيوبروتيروزوي، وسط الصحراء الشرقية – مصر".
تتناول الرسالة واحدة من أهم القضايا الحديثة في علوم الأرض، إذ تركز على المعادن الأرضية النادرة ذات الأهمية الاستراتيجية للصناعات الإلكترونية والطاقة المتجددة والنووية، والتي أصبحت تمثل مستقبل الصناعات المتقدمة في العالم.
أهمية الدراسة في ظل التوجه العالمي للمعادن الأرضية النادرة
تزايد الاهتمام العالمي بالمعادن الأرضية النادرة باعتبارها قاعدة أساسية للتكنولوجيات المتقدمة، من صناعة البطاريات والمحركات الكهربائية إلى تطبيقات الفضاء والاتصالات. وفي مصر، تُمثل الصحراء الشرقية واحدة من أغنى البيئات الجيولوجية التي تحتوي على تكوينات معقّدة وتاريخ جيولوجي فريد يجعلها مرشحة لاكتشافات كبيرة في هذا المجال.

من هنا اكتسبت هذه الرسالة العلمية أهميتها، حيث تعتمد على دمج الدراسات الحقلية والتحليل الجيوكيميائي لفهم نشأة الصخور وآليات التمعدن، وتحديد التراكيب الجيولوجية التي قد تحتوي على تراكيز اقتصادية من المعادن الأرضية النادرة.
تفاصيل المناقشة وتشكيل لجنة الحكم
تكوّنت لجنة الإشراف والحكم من أبرز أساتذة الجيولوجيا في مصر:
-
الدكتور عصام فرحات – رئيس جامعة المنيا وأستاذ الجيوكيمياء (رئيسًا ومشرفًا).
-
الدكتور مخلص كمال – أستاذ الصخور النارية والمتحولة، المركز القومي للبحوث.
-
الدكتور شحاتة علي – أستاذ الجيوكيمياء وعلم الصخور، كلية العلوم – جامعة المنيا.
-
الدكتور حلمي عيسى – أستاذ الصخور النارية والمتحولة، المركز القومي للبحوث.
-
الدكتور جهاد محمد – أستاذ الجيولوجيا ونائب رئيس هيئة المواد النووية.
أشادت اللجنة بمستوى الباحث وبالمحتوى العلمي المتقدم للرسالة، الذي جمع بين التوثيق الحقلـي الدقيق والتحليل المعملي المتخصص، مع استخدام منهجيات تحليلية حديثة أبرزت التطور الجيولوجي والتمعدن بمنطقة جبل البكرية.
أهمية الدراسة: كشف علمي يعزّز البحث عن الثروات الطبيعية
ركزت الرسالة بشكل موسّع على:
-
تحليل الصخور النارية والمتحولة بمنطقة جبل البكرية.
-
تفسير التتابعات الجيولوجية عبر منهجيات جيوكيميائية دقيقة.
-
تقييم احتمالات وجود معادن أرضية نادرة على درجة عالية من الأهمية الاقتصادية.
-
تحديد مراحل التطور الجيولوجي التي أدت إلى تكوين هذه المعادن.
هذه النتائج تُسهم بشكل مباشر في دعم جهود الدولة للكشف عن الثروات المعدنية، وتعزيز الاستفادة من موارد الصحراء الشرقية، خاصة في ظل التوجه العالمي المتسارع لاعتماد المعادن النادرة في الصناعات الصديقة للبيئة.
رسالة الجامعة تجاه البحث العلمي والتنمية المستدامة
أكد الدكتور عصام فرحات خلال الفعالية أن جامعة المنيا تضع البحث العلمي التطبيقي في مقدمة أولوياتها، خاصة في التخصصات المرتبطة بالثروات الطبيعية، مشيرًا إلى:
-
دعم رؤية مصر 2030 في مجال الجيولوجيا الاقتصادية.
-
تشجيع الباحثين على إنتاج أبحاث تخدم قطاع التعدين والصناعات الحديثة.
-
تعزيز دور الجامعة في تحويل النتائج البحثية إلى مشاريع تطبيقية تخدم التنمية المستدامة.
-
إعداد كوادر بحثية قادرة على تقديم حلول علمية مبتكرة تدعم الاقتصاد القائم على المعرفة.
وأضاف رئيس الجامعة أن مثل هذه الرسائل العلمية تسهم في تعزيز القدرة التنافسية للدولة في مجالات المعادن والطاقة الجديدة والمتجددة، وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في مناطق غنية مثل الصحراء الشرقية.
خطوة جديدة نحو مستقبل المعادن الاستراتيجية في مصر
تمثّل هذه الرسالة علامة مهمة في مسار البحث العلمي المصري، إذ تدعم الجهود الرامية إلى اكتشاف المعادن الأرضية النادرة وتحديد مواقعها المحتملة. كما تُعزز من دور الجامعات في دعم قطاعات التعدين والطاقة، وتبرز أهمية الدمج بين العمل الحقلي والدراسات الجيوكيميائية كأساس لأي مشروع علمي متخصص في علوم الأرض.
إن منطقة جبل البكرية بالصحراء الشرقية قد تكون أحد المفاتيح المستقبلية لاكتشافات كبرى في مجال المعادن الاستراتيجية، بما يخدم الاقتصاد الوطني ويدعم توجهات الدولة نحو التنمية المستدامة.
















