أذربيجان تعلن موقفها من إرسال قوات حفظ سلام إلى غزة.. المشاركة مشروطة بوقف كامل للقتال بين إسرائيل وحماس
باكو تضع شرطًا أساسيًا قبل أي مشاركة عسكرية في غزة
أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية الأذربيجانية أن بلاده لا تعتزم إرسال قوات حفظ سلام إلى قطاع غزة في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن أي مشاركة محتملة ستبقى مرهونة بوقف شامل ودائم للقتال بين إسرائيل وحركة حماس.
ونقلت وكالة رويترز عن المصدر قوله إن “أذربيجان لا تريد تعريض قواتها للخطر، ولن تنظر في أي مشاركة عسكرية إلا بعد وقف تام للأعمال القتالية”، موضحًا أن أي قرار في هذا الشأن يتطلب موافقة البرلمان الأذربيجاني وفقًا للدستور.
القرار الأذربيجاني مرتبط بوقف إطلاق النار
أوضح المصدر أن بلاده تدعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في قطاع غزة، لكنها ترى أن أي خطوة لإرسال قوات حفظ سلام قبل توقف القتال قد تؤدي إلى تعقيد الموقف الميداني، بدلًا من تهدئته.
وأضاف أن باكو تتابع عن كثب المناقشات الجارية داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشأن تشكيل قوة دولية لحفظ السلام، لكنها “لن تكون جزءًا من أي تحرك عسكري ما لم تتوافر ضمانات حقيقية لوقف إطلاق النار بشكل كامل”.
البرلمان الأذربيجاني: لم نتلق أي مشروع قانون
من جانبه، صرّح رئيس لجنة الأمن في البرلمان الأذربيجاني أن المجلس الوطني لم يتلق حتى الآن أي مشروع قانون رسمي يتعلق بإرسال قوات إلى غزة، مشددًا على أن أي خطوة من هذا النوع “ستخضع لنقاش واسع داخل المجلس” قبل اتخاذ أي قرار نهائي.
وأكد أن البرلمان الأذربيجاني سيلتزم بمبدأ الشفافية والمشاورة الوطنية قبل أي مشاركة خارجية، مشيرًا إلى أن الأولوية الآن هي دعم الحلول السياسية والإنسانية التي توقف نزيف الدم في القطاع.
خطة أمريكية لتشكيل قوة استقرار دولية
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة مشاوراتها مع عدد من الدول، بينها أذربيجان، إندونيسيا، الإمارات، مصر، قطر وتركيا، لبحث إمكانية المساهمة في تشكيل قوة دولية قوامها نحو 20 ألف جندي، ضمن خطة سلام أمريكية جديدة طرحتها إدارة الرئيس دونالد ترامب تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة في غزة.
وبحسب التسريبات، فإن مشروع القرار الأمريكي المقترح في مجلس الأمن الدولي يفوض القوة الدولية بـ“استخدام جميع التدابير اللازمة”، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية عند الضرورة، لضمان حفظ الأمن ومنع تجدد القتال داخل قطاع غزة.
توازن أذربيجان بين الحذر والموقف الدبلوماسي
يرى مراقبون أن الموقف الأذربيجاني يعكس سياسة خارجية متوازنة، تجمع بين تأييد الاستقرار الإقليمي وتجنب التورط العسكري المباشر في نزاعات معقدة.
وتحرص باكو، بحسب محللين، على تجنب الانحياز لأي طرف في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع استمرارها في دعم الحلول السياسية والدبلوماسية التي تضمن وقف القتال وحماية المدنيين.
أذربيجان لن تكون جزءًا من أي ترتيبات عسكرية في غزة
بهذا الموقف الواضح، تؤكد أذربيجان أنها لن تكون جزءًا من أي ترتيبات عسكرية في غزة إلا بعد التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وهو ما يتماشى مع مواقف عدد من الدول التي ترفض الانخراط في أي قوة دولية قبل ضمان استقرار الأوضاع الميدانية وتحديد مهام واضحة لقوات حفظ السلام.

















