من “صفقة القرن” إلى “اتفاق العودة” ّّ!!
السيسي وترامب.. صورة تختصر مسار دبلوماسي طويل انتهى بانتصار الموقف المصري في غزة

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صورة تجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أُرفقت بتعليق ساخر لكنه يحمل دلالات سياسية عميقة:
"كان عايز يجيب السيسي أمريكا يمضيه على التهجير علشان إسرائيل تحتل غزة، السيسي جابوا مصر يمضيه على عودة غزة لأهلها وانسحاب إسرائيل."
ورغم الطابع الكوميدي الذي اتخذه المنشور، فإن الصورة تعبّر بوضوح عن تبدل ميزان القوة في الملف الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة، ودور مصر الحاسم في رفض مشاريع التهجير والدفع نحو حل سياسي يعيد السيادة لأهالي غزة.
بين ضغوط التهجير وفرض السيادة المصرية في الملف الفلسطيني
منذ بداية الحرب في غزة، حاولت أطراف دولية – وفق تحليلات إعلامية وسياسية – دفع مصر للموافقة على فتح معبر رفح لتوطين مؤقت للفلسطينيين في سيناء، وهو ما رفضه الرئيس السيسي رفضًا قاطعًا، مؤكدًا أن أمن مصر وسيادتها خط أحمر.
وقد عبّر عن ذلك بوضوح في أكثر من مناسبة قائلاً:
"من أراد حل القضية الفلسطينية فعليه أن يعيد الحقوق إلى أصحابها، لا أن يرحّلهم من أرضهم."
وفي الوقت نفسه، قادت القاهرة المفاوضات الأكثر حسماً لإنهاء الحرب، حتى توّجت بقمة شرم الشيخ للسلام التي جمعت ترامب والسيسي وعدداً من القادة العرب والعالميين، والتي أفضت إلى اتفاق شامل لوقف النار وانسحاب إسرائيل من غزة.
ترامب والسيسي.. من “صفقة القرن” إلى “اتفاق العودة”
الصورة المتداولة تعود إلى لقاء رسمي بين ترامب والسيسي خلال زيارة رسمية لواشنطن، لكنها اكتسبت رمزية جديدة بعد التطورات الأخيرة في غزة.
فبينما كان ترامب خلال رئاسته الأولى يروج لـ"صفقة القرن" التي تضمنت ترتيبات تنتقص من حقوق الفلسطينيين، فإن الواقع بعد سنوات تغيّر:
-
مصر هي من فرضت خريطة الحل الجديدة.
-
غزة عادت لأهلها وفق اتفاق سلام شامل رعته القاهرة.
-
إسرائيل اضطرت للانسحاب تحت ضغط دبلوماسي وإنساني عربي ودولي.
وهنا جاءت التعليقات الشعبية الساخرة لتعكس شعورًا عامًا بالفخر:
“كانوا عايزين السيسي يوقّع على التهجير، لكنه خلى ترامب يوقّع على عودة غزة.”
السخرية السياسية.. بين الفكرة الشعبية والانتصار الرمزي
تُظهر الصور المتداولة كيف تحوّلت المواقف المصرية من موقع الدفاع إلى موقع التأثير، حيث أصبحت القاهرة اللاعب المحوري في صياغة الحلول، لا المتلقي للضغوط.
كما تعكس السخرية الشعبية في النص المرافق رغبة المصريين في الاحتفاء بانتصار الموقف الوطني الذي رفض التهجير وتمسّك بحق الفلسطينيين في أرضهم.
“ابتسامة السياسة” بين الزعيمين بين الواقعية السياسية المصرية والطموح الأمريكي
اللقطة بين السيسي وترامب ليست مجرد مشهد بروتوكولي؛ بل هي تجسيد لعلاقة معقدة بين الواقعية السياسية المصرية والطموح الأمريكي.
في حين بدا ترامب بنظرات جدية حذرة، كانت ابتسامة السيسي تحمل ثقة المنتصر الهادئ الذي يعرف أنه يمسك بملف مصيري لا يمكن تجاوزه دون موافقة مصر.
مصر : رفضت التهجير ودفعت نحو الحل السياسي والضامن الحقيقي للسلام في المنطقة
مصر، التي رفضت التهجير ودفعت نحو الحل السياسي، أصبحت الضامن الحقيقي للسلام في المنطقة، فيما اعترف العالم، بمن فيهم ترامب، أن من دون القاهرة لا يمكن لأي اتفاق أن ينجح.