صورة مصطفى مدبولي وآبي أحمد تثير غضب المصريين على مواقع التواصل: ابتسامة لا تغتفر في ظل أزمة سد النهضة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الساعات الماضية موجة من الغضب والرفض الشعبي العارم، بعد تداول صورة حديثة تُظهر رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، وهو يمسك يد رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد مبتسمًا، وذلك على هامش اجتماعات قمة "البريكس" المنعقدة مؤخرًا.
الصورة التُقطت خلال وقوف زعماء الدول الأعضاء في جلسة التصوير الجماعي الرسمية
الصورة التي التُقطت خلال وقوف زعماء الدول الأعضاء في جلسة التصوير الجماعي الرسمية، أثارت تساؤلات حادة بين المتابعين، إذ جاءت في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للعلاقات المصرية الإثيوبية، في ظل استمرار أزمة سد النهضة وتعثر المفاوضات بشأنه.
رغم أن المناسبة رسمية والبروتوكول الدبلوماسي يفرض نوعًا من التحية أو التفاعل بين القادة، إلا أن لغة الجسد الظاهرة في الصورة وخاصة الابتسامة والتشابك بالأيدي أثارت مشاعر الغضب في الشارع المصري، الذي يرى في آبي أحمد رمزًا للتعنت الإثيوبي والإضرار بحقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل.
غضب شعبي واسع على مواقع التواصل الاجتماعي
فور تداول الصورة، انطلقت موجة من الانتقادات على مواقع فيسبوك وتويتر، حيث عبر آلاف النشطاء والمواطنين عن رفضهم الشديد لما وصفوه بـ"المشهد غير المقبول"، معتبرين أن ظهور رئيس الحكومة المصرية بهذه الطريقة بجوار آبي أحمد يمثل تطبيعًا مرفوضًا شعبيًا مع من يعاند ويهدد الأمن المائي المصري.
استخدم كثير من النشطاء هاشتاجات مثل:
-
#مش_وقتها_مدبولي
-
#مدبولي_آبي_أحمد
-
#سد_النهضة
-
#لا_للتطبيع_مع_إثيوبيا
ورأى المغردون أن هذه الصورة "تخدش مشاعر المصريين"، خاصة في ظل ما يعتبرونه "تخاذلًا إثيوبيًا متعمدًا" في ملف التفاوض بشأن تشغيل وملء السد، إضافة إلى المخاوف المتصاعدة من تأثيراته البيئية والزراعية والاقتصادية على مصر.
تعليقات لاذعة من كتاب وإعلاميين
لم يقتصر الرفض على المواطنين فقط، بل امتد أيضًا إلى عدد من الإعلاميين والمحللين السياسيين الذين عبّروا عن دهشتهم من المشهد، معتبرين أن اللحظة كانت تقتضي "جمودًا دبلوماسيًا محسوبًا"، وليس ما بدا وكأنه "ابتسامة ود وصداقة"، خاصة وأن آبي أحمد لم يُظهر أي مرونة في التفاوض منذ بدء الأزمة.
البعض طالب بتفسير رسمي من الحكومة حول سياق الصورة، مؤكدين أن مثل هذه المشاهد تُستخدم سياسيًا وإعلاميًا من قبل الجانب الإثيوبي لإظهار وجود حالة من الرضا المصري، وهو ما لا يعكس الواقع الحقيقي للموقف الرسمي أو الشعبي.
موقف الحكومة المصرية
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي بيان رسمي من مجلس الوزراء أو وزارة الخارجية المصرية لتوضيح أو تفسير الصورة، لكن مصادر مطلعة أكدت أن الصورة كانت جزءًا من بروتوكول الجلسة الافتتاحية لقمة البريكس، وأن الوقوف والتقاط الصور الجماعية مع القادة الآخرين كان مُنظمًا مسبقًا، ولا يحمل أي طابع سياسي أو شخصي.
ورغم ذلك، فإن التوقيت الحرج، والانفعال الشعبي المرتبط بتاريخ مؤلم من التعنت الإثيوبي في ملف السد، جعلا من الصورة حدثًا سياسيًا بامتياز، حتى وإن لم تكن النية كذلك.
لحظة بروتوكولية عابرة في أعين الدبلوماسيين، لكنها في أعين المصريين جُرح رمزي
الصورة التي جمعت مصطفى مدبولي وآبي أحمد على أرض قمة البريكس قد لا تكون إلا لحظة بروتوكولية عابرة في أعين الدبلوماسيين، لكنها في أعين المصريين جُرح رمزي جديد يضاف إلى سلسلة من التوترات التاريخية مع إثيوبيا، لتعيد التأكيد على أن معركة المياه ليست فقط على الطاولة السياسية، بل تسكن وجدان ووجع الشعوب.