مصر تراهن على ”بريكس” لإيجاد حلول مبتكرة لأزمة الديون العالمية وتدعو لتعاون اقتصادي شامل

في ظل تصاعد التحديات المالية التي تواجهها الدول النامية والأسواق الناشئة، أعربت مصر عن أملها في أن تلعب مجموعة "بريكس" دورًا حيويًا ومؤثرًا في إيجاد حلول مبتكرة لأزمة الديون العالمية، وذلك عبر أدوات غير تقليدية قادرة على دفع جهود التنمية المستدامة، خاصة في الدول متوسطة الدخل.
مصر تتطلع إلى تعاون أكبر داخل المجموعة لتفعيل مبادرات مبتكرة مثل مبادلة الديون بالاستثمارات
جاء ذلك خلال كلمة الدكتور أحمد كجوك نائب وزير المالية المصري، في الجلسة الرسمية لاجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول "بريكس"، المنعقدة اليوم الأحد على هامش قمة بريكس 2025 التي انطلقت في ريو دي جانيرو بالبرازيل، والتي تستمر يومي 6 و7 يوليو بمشاركة موسعة من الدول الأعضاء.
وأكد كجوك أن مصر تتطلع إلى تعاون أكبر داخل المجموعة لتفعيل مبادرات مبتكرة مثل مبادلة الديون بالاستثمارات، وتوسيع نطاق الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بما يسهم في دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات الحيوية، وعلى رأسها البنية التحتية والطاقة المتجددة والرقمية.
تعزيز التعددية الاقتصادية عالميًا
وأشار نائب وزير المالية إلى أهمية أن تضطلع مجموعة "بريكس" بدور استراتيجي في تعزيز التعددية الاقتصادية عالميًا، في وقت تتزايد فيه التحديات نتيجة ارتفاع التعريفات الجمركية وتصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي على المستوى الدولي، وهي عوامل قال إنها أثّرت بشدة على الأسواق الناشئة، ومنها مصر.
استكشاف أدوات تمويلية ميسرة ومبتكرة لدفع مشروعات التنمية الكبرى
ولفت إلى ضرورة استكشاف أدوات تمويلية ميسرة ومبتكرة لدفع مشروعات التنمية الكبرى، مؤكدًا أن هذه المشاريع تمثل قاطرة لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية.
كما أشاد كجوك بإطلاق منصة الاستثمار الجديدة التي تبنتها دول "بريكس"، والتي تهدف إلى تعبئة رؤوس الأموال الخاصة والمختلطة للمشروعات الاستراتيجية ذات الأولوية، معتبرًا إياها خطوة إيجابية نحو تطوير آليات تمويل غير تقليدية تلبي احتياجات الدول الأعضاء في المجموعة.
تحقيق نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة وتوازنًا
وأكد دعم مصر الكامل للتحركات التي تقوم بها "بريكس" من أجل تحقيق نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة وتوازنًا، مشددًا على أن مصر تدعم بقوة التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مخاطر المناخ وتقلبات الأسواق.
وفي هذا السياق، شدد كجوك على أهمية بناء قدرات الدول النامية من خلال برامج التعاون الفني والتقني بين دول المجموعة، بما يسهم في تعزيز قدرتها على التعامل مع الأزمات العالمية ويزيد من مرونتها الاقتصادية.
الانخراط في أطر التعاون الاقتصادي الإقليمي والدولي
يُذكر أن مجموعة "بريكس" تضم في عضويتها كلًا من روسيا، الصين، الهند، البرازيل، جنوب إفريقيا، مصر، الإمارات، إيران، إثيوبيا، وإندونيسيا، بعد التوسعة الأخيرة التي شهدتها المجموعة، والتي تعكس التوجه نحو بناء تحالف اقتصادي عالمي متعدد الأقطاب.
وتعكس مشاركة مصر الفعالة في قمة "بريكس" التزامها بالانخراط في أطر التعاون الاقتصادي الإقليمي والدولي، وسعيها للبحث عن شركاء جدد من خارج الأطر التقليدية، بهدف تنويع مصادر التمويل، وتحقيق توازن اقتصادي أكثر استقرارًا في ظل الظروف المالية الصعبة التي تمر بها دول كثيرة حول العالم.