لن يسمح بالهيمنة المائية
مصر ترد بقوة على إعلان اكتمال سد النهضة: هذا السد غير شرعي

أطلقت مصر ردًا حاسمًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسميًا اكتمال بناء السد، حيث وصفت القاهرة المشروع بأنه "غير شرعي ومخالف للقانون الدولي"، مؤكدة رفضها القاطع لاستمرار السياسة الأحادية التي تنتهجها أديس أبابا منذ أكثر من عقد.
"سد غير شرعي".. وزير الري المصري يعلن موقفًا صريحًا
في بيان رسمي صادر صباح الخميس 3 يوليو 2025، أكد وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور هاني سويلم، أن بلاده ترفض بشكل مطلق استمرار إثيوبيا في سياسة فرض الأمر الواقع من خلال التصرفات الأحادية التي تمس نهر النيل، أحد أهم الموارد المائية الدولية المشتركة.
انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي
وشدد سويلم على أن ما تقوم به أديس أبابا يعد انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي ولقواعد الاستخدام المنصف والعادل للمجاري المائية، مشيرًا إلى أن مصر أبدت التزامًا صادقًا بالتفاوض من أجل اتفاق قانوني ملزم يحقق المصالح المشتركة ويمنع الإضرار بدولتي المصب – مصر والسودان – لكن "قوبلت هذه الجهود بتعنت وغياب الإرادة السياسية من الطرف الإثيوبي"، حسب تعبيره.
اجتماع حاسم مع السفراء الجدد: الرسالة واضحة
جاءت تصريحات الوزير خلال لقائه مع عدد من السفراء المصريين الذين سيتولون رئاسة بعثات دبلوماسية في الخارج، بحضور وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، حيث تم عرض آخر تطورات ملف سد النهضة، مع استعراض نقاط الخلاف الجوهرية التي عطّلت مسار المفاوضات الثلاثية، والتي وصفها البيان بأنها "تفتقر لأي نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق".
مصر تهاجم سياسة "الهيمنة المائية"
وصف الوزير المصري الخطاب الإثيوبي المتكرر بالدعوة إلى التفاوض بأنه مجرد مظهر شكلي لتحسين الصورة الدولية، موضحًا أن هذا لا يعكس نية حقيقية لبناء شراكة، بل يُظهر فكرًا استعلائيًا يسعى للهيمنة المائية.
وقال سويلم: "ما نشهده من إثيوبيا لا يعبّر عن رغبة صادقة في التفاوض، بل هو مراوغة ممنهجة وخرق لكل ما هو متفق عليه بين الدول المتشاطئة"، مضيفًا أن القاهرة لن تسمح أبدًا بأن تأتي التنمية في إثيوبيا على حساب الحقوق المائية المشروعة لمصر والسودان.
آبي أحمد: "سنفتتح السد رغم أنف الجميع"
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي أن بناء سد النهضة قد اكتمل، مؤكدًا أنه سيتم افتتاحه رسميًا في سبتمبر 2025، متحديًا ما وصفه بـ"محاولات لتعطيل المشروع".
وأضاف آبي أحمد في لهجة لا تخلو من التحدي: "ندعو مصر والسودان للمشاركة في افتتاح السد.. سد النهضة نعمة لهما، ولم يُنقص سد أسوان قطرة من مياهه!".
تحسين المظهر الخارجي، وسط استمرار الانتهاكات الفعلية على أرض الواقع.
لكن مصر سرعان ما ردت بأن دعوات آبي أحمد ما هي إلا محاولات لتحسين المظهر الخارجي، وسط استمرار الانتهاكات الفعلية على أرض الواقع.
الخارجية المصرية تحذّر: سنرد بكل الطرق المشروعة
وفي السياق ذاتة قال وزير الخارجية المصري د. بدر عبد العاطي في تصريحات متلفزة: "نحن لا ولن نسمح بالمساس بحصتنا التاريخية من مياه النيل، هذه قضية وجودية، ومصر تحتفظ بحق الرد الكامل بكل الوسائل المشروعة إذا ما تعرض أمنها المائي لأي تهديد".
13 غلما من الحوار العقيم
وأوضح عبد العاطي أن التفاوض كان الخيار الأول والأساسي لمصر، لكن بعد 13 عامًا من الحوار العقيم، بات واضحًا أن الجانب الإثيوبي لا يمتلك النية أو الجدية للتوصل إلى حل دائم وعادل.