الإعلام الإسرائيلي: ترامب وقع في الفخ وباع إسرائيل مقابل جائزة نوبل!

اعتبرت وسائل الإعلام العبرية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “تنازل عن إسرائيل” مقابل الحصول على جائزة نوبل للسلام، إثر خطته الأخيرة لوقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الأسرى بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن “ترامب وقع في الفخ الذي نصبته له الدبلوماسية الدولية”، مشيرةً إلى أنه “قدّم تنازلات تاريخية مقابل إنجاز شخصي عالمي”.
أما قناة كان 11 الإسرائيلية، فوصفت الخطوة بأنها “زلزال سياسي يوازي اتفاق أوسلو”، معتبرة أن البيت الأبيض أعاد صياغة الدور الأمريكي في الشرق الأوسط بطريقة أقل انحيازًا لتل أبيب.
ترامب وصورة “صانع السلام”
يرى محللون أن ترامب يسعى لتثبيت صورته كـ صانع سلام عالمي قبيل الانتخابات المقبلة، في محاولة لإحراز انتصار سياسي يمنحه مكانة دولية مرموقة.
وقال المحلل الإسرائيلي ناحوم برنياع إن “ترامب يستخدم إسرائيل كورقة تفاوضية لتحسين صورته عالميًا”، مشيرًا إلى أن “الخطة الأمريكية الأخيرة لم تُراعِ الأمن الإسرائيلي بالقدر الكافي”.
وأضافت صحيفة إسرائيل اليوم أن “الصفقة الأخيرة جعلت تل أبيب تبدو كطرف تابع للقرار الأمريكي”، وهو ما أثار موجة انتقادات في أوساط اليمين الإسرائيلي الذي اتهم ترامب بـ"بيع الحليف مقابل مجد شخصي".
خلفية المشهد السياسي
يأتي هذا الجدل في أعقاب إعلان الرئيس ترامب عن خطة شاملة تتضمن إطلاق سراح الأسرى ووقفًا تدريجيًا لإطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى بنود تتحدث عن مسار سياسي نحو إقامة دولة فلسطينية مستقبلية، وهو ما رفضته تل أبيب في البداية، قبل أن تُجبر لاحقًا على القبول وفق تسريبات إسرائيلية.
ويرى مراقبون أن الخطة تحمل ملامح "صفقة كبرى جديدة" قد تُعيد رسم توازنات الشرق الأوسط، إلا أن الثمن السياسي الذي دفعته إسرائيل في هذه الصفقة كان ـ بحسب الصحف العبرية ـ "باهظًا وغير متوقع".
هل يكرر ترامب سيناريو كينيدي؟
مع تزايد الانتقادات الداخلية في الولايات المتحدة، وتراجع الثقة داخل بعض دوائر النفوذ في واشنطن، بدأ بعض المحللين السياسيين يتحدثون عن تشابه المسار بين الرئيس ترامب والرئيس الراحل جون كينيدي، من حيث تحديه لمراكز القوى داخل الدولة الأمريكية العميقة، وسعيه لتغيير قواعد اللعبة في السياسة الخارجية.
ترامب يسير في طريق محفوف بالمخاطر السياسية والأمنية
ورغم اختلاف السياقات التاريخية، يرى خبراء أن ترامب يسير في طريق محفوف بالمخاطر السياسية والأمنية، خصوصًا بعد قراراته المفاجئة التي أربكت المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الأمريكية.
ويؤكد المراقبون أن “المرحلة المقبلة قد تشهد مزيدًا من الصدام بين ترامب ومراكز النفوذ التقليدية في واشنطن”، مما يجعل مصيره السياسي “رهينًا لمعادلات القوة داخل البيت الأبيض لا خارجه”.