حماس تصر على الإفراج عن مروان البرغوثي وأحمد سعدات ضمن صفقة الأسرى.. ونتنياهو يرفض بشدة!

حماس تضع شروطًا جديدة لصفقة تبادل الأسرى
كشف مسؤول فلسطيني بارز أن حركة حماس تصر على إدراج ستة من كبار الأسرى الفلسطينيين ضمن أي صفقة تبادل قادمة مع الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسهم القيادي مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات.
وأضاف المسؤول، في تصريحات لقناة سعودية، أن الحركة تطالب أيضًا بعودة النازحين إلى قطاع غزة كجزء أساسي من بنود الاتفاق، مشيرًا إلى أن حماس ستنسق مع الفصائل الفلسطينية المختلفة بشأن آلية تسليم المختطفين وإدارة المرحلة التالية من الصفقة.
نتنياهو يتمسك بالرفض ويؤكد “عدم الإفراج عن البرغوثي”
وفي المقابل، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه القاطع لإطلاق سراح مروان البرغوثي، مؤكدًا أنه لن يكون جزءًا من أي صفقة متعلقة بملف الأسرى أو غزة.
وجاء هذا الموقف خلال اجتماع عقد في القدس مع وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، حيث ناقش الطرفان شروط تنفيذ صفقة الأسرى وتداعياتها الأمنية والسياسية على الداخل الإسرائيلي.
وقالت القناة العبرية إن الاجتماع الذي استمر لأكثر من ساعتين شهد خلافات حادة بين نتنياهو وبن غفير حول إدارة الصفقة المحتملة، وطبيعة الضمانات الدولية التي سترافقها.
خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول الصفقة
وبحسب القناة ذاتها، حضر الاجتماع أيضًا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حيث طرح الوزيران المتطرفان سلسلة من المطالب والشروط تتعلق بآلية تنفيذ الصفقة، وضمان استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي ضد حركة حماس حتى بعد تنفيذ المرحلة الأولى من إطلاق الأسرى.
كما أعرب الوزيران عن مخاوفهما من تدخل الدول الوسيطة — وعلى رأسها مصر وقطر — في بنود الاتفاق، معتبرين أن الاعتماد على الضمانات الخارجية قد يقيّد حرية إسرائيل في مواصلة عملياتها العسكرية في غزة.
ورد نتنياهو خلال الاجتماع بأنه سيضمن أن “تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية كاملة وحرية عمل ميدانية” في القطاع، مؤكدًا أن أي اتفاق سيتم وفق معايير أمنية صارمة تحفظ هيبة الجيش الإسرائيلي، على حد قوله.
القضية الفلسطينية في قلب المفاوضات
تأتي هذه التطورات في وقتٍ تشهد فيه الوساطة المصرية والقطرية جهودًا مكثفة لإحياء المفاوضات المتعثرة بين إسرائيل وحماس، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
ويؤكد محللون أن إصرار حماس على الإفراج عن قيادات سياسية بارزة مثل البرغوثي وسعدات، يمثل رهانًا استراتيجيًا لرفع مكانة الحركة سياسيًا وشعبيًا داخل الساحة الفلسطينية، في حين يخشى نتنياهو من أن إطلاق سراح البرغوثي قد يعزز شعبيته ويمنحه فرصة لتولي قيادة مستقبلية محتملة للسلطة الفلسطينية.
محاولات لتشجيع الهجرة من غزة تثير الجدل
وفي ختام الاجتماع، تطرّق كل من بن غفير وسموتريتش إلى ملف تشجيع الهجرة من قطاع غزة كخيار طويل الأمد لتخفيف “التهديدات الأمنية”، إلا أن نتنياهو لم يبدِ التزامًا واضحًا بهذا المقترح، مكتفيًا بالقول إن “الظروف الميدانية والسياسية لا تسمح بمناقشة هذا الملف الآن”.
ويُذكر أن هذا الطرح أثار في الأسابيع الأخيرة انتقادات دولية واسعة، إذ اعتبرته جهات حقوقية محاولة لتكريس سياسة التهجير القسري للفلسطينيين، بما يخالف القانون الدولي الإنساني.
صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل لا تزال تواجه تعقيدات سياسية وأمنية كبيرة
تؤكد التطورات الأخيرة أن صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل لا تزال تواجه تعقيدات سياسية وأمنية كبيرة، وسط تضارب المواقف داخل الحكومة الإسرائيلية وتصلب شروط الطرفين.
وفي الوقت الذي تسعى فيه مصر وقطر لتقريب وجهات النظر، يبدو أن ملف القيادات البارزة مثل البرغوثي وسعدات سيكون العقبة الأكبر أمام أي اتفاق نهائي، ما يجعل المفاوضات المقبلة حاسمة لمستقبل الصراع في المنطقة.