قصة...العثور على جثمان عروس شابة غارقة في بحر يوسف بعد 75 يومًا من زواجها

في مشهدٍ يهزّ القلوب ويعيد إلى الأذهان مآسي إنسانية متكرّرة، شهدت محافظة الفيوم فاجعة جديدة بعد العثور على جثمان فتاة متزوجة حديثًا داخل مياه بحر يوسف بقرية دمشقين التابعة لمركز الفيوم، وذلك بعد اختفائها الغامض وتركها رسالة وداع مؤثرة وخاتم زواجها على سريرها قبل رحيلها.
الواقعة التي هزّت القرية الصغيرة تحوّلت إلى قضية رأي عام بعد تداول تفاصيلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبّر المئات عن حزنهم العميق وأسفهم لرحيل الفتاة التي لم يمر على زواجها سوى 75 يومًا فقط.
رسالة وداع وخاتم زواج.. بداية القصة الحزينة
بدأت فصول المأساة عندما لاحظت أسرة الفتاة غيابها المفاجئ عن المنزل في ساعات الصباح الأولى، ليكتشفوا بعدها رسالة وداع مكتوبة بخط يدها بجانب خاتم زواجها على السرير، دون أي مؤشرات على وجهتها.
ومع مرور الساعات دون العثور عليها، تصاعد القلق داخل القرية إلى أن تلقّت الأجهزة الأمنية بلاغًا باختفائها، لتبدأ فرق الإنقاذ النهري في تمشيط مياه بحر يوسف بحثًا عنها.
وبعد ساعات من البحث المكثف، تم العثور على جثمانها طافيًا على سطح المياه، في مشهدٍ مأساوي أثار صدمة بين الأهالي، ليتم انتشال الجثمان ونقله إلى مشرحة مستشفى الفيوم المركزي تحت إشراف النيابة العامة.
مشكلات أسرية وأزمة نفسية وراء المأساة
وكشفت روايات مقربين من الفتاة أنها كانت تمرّ خلال الأيام الأخيرة بـ حالة نفسية متدهورة بسبب خلافات أسرية متكررة منذ زواجها، مشيرين إلى أنها كانت تشكو من ضغوط نفسية ومعنوية جعلتها تميل إلى العزلة والصمت.
وتشير الترجيحات الأولية إلى أن تلك الخلافات ربما دفعتها إلى اتخاذ قرار مأساوي بإنهاء حياتها، خاصة بعد أن تركت رسالة وداع قصيرة كشفت عن ألمها وصراعها الداخلي.
النيابة العامة تباشر التحقيقات
فور تلقي البلاغ، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، وتم إخطار النيابة العامة في الفيوم التي فتحت تحقيقًا موسعًا في ملابسات الوفاة، كما أمرت بسماع أقوال الأسرة والجيران، للتأكد من أسباب الحادث وما إذا كان هناك شبهة جنائية وراءه.
وأكدت مصادر محلية أن التحقيقات لا تزال جارية لحين صدور تقرير الطب الشرعي النهائي الذي سيحسم طبيعة الوفاة.
حزن عارم في القرية وجنازة مهيبة
خيّم الحزن على قرية دمشقين بالكامل عقب انتشار الخبر، إذ خرج المئات من الأهالي لتشييع جثمان الفتاة في جنازة مهيبة عمّتها الدموع والدعوات، وسط حالة من الذهول والوجع، لا سيما أنها كانت معروفة بين الجميع بـ طيبة قلبها وأخلاقها الهادئة.
وتحوّل وداعها إلى رسالة مؤلمة تدعو إلى ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للفتيات بعد الزواج، وتقديم الدعم لهن في مواجهة الخلافات الزوجية التي قد تترك آثارًا نفسية خطيرة.
رسالة من الأهالي: “ساعدوا الفتيات قبل أن يبتلعهن الصمت”
عبّر أهالي القرية عن حزنهم العميق وطالبوا المؤسسات الدينية والاجتماعية بضرورة توعية الأزواج ودعم المقبلين على الزواج نفسيًا، مؤكدين أن هذه الحوادث المتكررة باتت تدق ناقوس الخطر حول الضغوط النفسية التي تعانيها بعض النساء في صمت.