أزمة جديدة نجو المجهول
إسلام آباد ترد على هجوم نيودلهي بـ”عملية انتقامية” وشهباز شريف يؤكد: بدأنا الرد

في تطور ميداني خطير يعكس احتدام التوتر بين الجارتين النوويتين، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف أن بلاده بدأت رسميًا الرد على الهجمات الهندية الأخيرة، مؤكدًا أن باكستان "لن تصمت أمام الاعتداءات المتكررة على سيادتها"، في إشارة إلى العملية العسكرية التي شنتها الهند فجر اليوم، مستهدفة تسعة مواقع داخل الشطر الباكستاني من إقليم كشمير.
وأكد شهباز شريف أن الرد الباكستاني بدأ بالفعل، في تصريح يُعد بمثابة إشارة انطلاق لعملية عسكرية انتقامية قد تؤدي إلى مواجهة مفتوحة على الحدود.
الهجوم الهندي: عملية "سندور" تستهدف معسكرات داخل باكستان
وكانت وزارة الدفاع الهندية قد أعلنت صباح الأربعاء تنفيذ ضربة جوية دقيقة، أطلقت عليها اسم "عملية سندور"، استهدفت تسعة مواقع وصفتها بأنها "معسكرات لجماعات إرهابية" داخل الأراضي الباكستانية، مضيفة أن الضربات تمت بعد جمع معلومات استخباراتية مؤكدة.
وأكد البيان أن العملية "جاءت ردًا على تهديدات أمنية متصاعدة وعمليات تخطيط للهجمات داخل الأراضي الهندية"، مشددًا على أن الضربة تم تنفيذها بدقة شديدة لتجنب إصابة المدنيين أو اختراق المجال الجوي المدني.
وبينما لم تكشف الهند عن مواقع الضربات، رجحت مصادر عسكرية أن بعض الأهداف كانت داخل الشطر الباكستاني من كشمير، وهو ما أثار غضبًا واسعًا في إسلام آباد.
باكستان ترد ميدانيًا.. تبادل قصف على الحدود
في الساعات التي تلت التصريحات، أفاد شهود عيان ومصادر ميدانية برصد تبادل مكثف للقصف المدفعي في عدة مواقع على طول خط السيطرة الفاصل بين الشطرين الهندي والباكستاني من كشمير.
ورغم عدم صدور بيان عسكري رسمي من الجيش الباكستاني حتى الآن، فإن تصريحات شهباز شريف تشير إلى أن الرد العسكري قد بدأ بالفعل، وسط مخاوف دولية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مباشرة واسعة النطاق.
قلق إقليمي ودولي من تصعيد نووي محتمل
ويثير هذا التصعيد قلقًا متزايدًا لدى المجتمع الدولي، نظرًا لكون الهند وباكستان قوتين نوويتين سبق لهما خوض عدة حروب، أبرزها في 1947، 1965، و1999.
وقد دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والصين إلى التهدئة وضبط النفس، مشددين على ضرورة العودة للحوار واحتواء الأزمة قبل تفاقمها.
أزمة تتجه نحو المجهول
مع إعلان رئيس وزراء باكستان الرد العسكري، وتأكيد الهند نجاح ضرباتها داخل الأراضي الباكستانية، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التوتر المسلح، ما يُنذر بإعادة إشعال جبهة كشمير التي لطالما كانت محورًا للنزاع المستمر منذ أكثر من 7 عقود.
فهل يتدخّل المجتمع الدولي لمنع الحرب؟ أم أن المنطقة على أعتاب مواجهة نووية جديدة تهدد أمن جنوب آسيا بأكمله؟