سياسة الدقون الطويلة
بين صمت النظام وغياب الرد: أين سوريا من العدوان الإسرائيلي المتكرر؟

مع كل مرة تُقصف فيها الأراضي السورية من قبل إسرائيل، تعود التساؤلات التي تؤرق الضمير العربي ويعلو صوت الغضب الشعبي اين المجاهدين بالملايين أين الرد؟ وأين الدولة؟ وأين النخوة؟. ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على سوريا، يكاد الصمت الرسمي أن يكون المشهد الأكثر تكرارًا بل والأكثر صدمة لدي الجميع .
التصريحات البراقة والخادعة .. دون أفعال
الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في كل ظهور إعلامي له، يطلق تصريحات فضفاضة وشعارات مكررة عن "الصمود" و"الرد في الوقت المناسب" لكن هذا الوقت لم يأتِ يومًا، وربما لن يأتي. والغريب أن النظام، الذي لطالما تشدّق بالمقاومة والممانعة والجهاد والوطن لا يرد على القصف الإسرائيلي المتكرر، حتى باتت الغارات حدثًا اعتياديًا في نشرات الأخبار لا يثير أي رد فعل رسمي فعلي وكانة عمل روتيني اعتاد علية المجاهدين بكل لحاهم الطويلة هم فقط متخصصون في قهر ابناء الزطن وذبجة احيانا مع صيحات الله أكبر ولم يعد مكانا للخجل من افعالهم
غياب الجهاد والنصرة.. وحضور اللحى
في هذا المشهد المربك، لا نجد جهادًا إسلاميًا حقيقيًا لا اصحاب الحي الطةيلة ولا حتى نصرة عربية أو إسلامية، بل نجد فقط منظومة من الخطاب الديني الفارغ الذي يُحشد لأغراض داخلية بحتة ويُستثمر لتثبيت سلطة لا تعبأ بالقضية المركزية للأمة بل وتسعي لان تكون لنظام دولة تحتل ارضيه ومقاتلية الاشاوس مشغلون باانتقام من مواطنيين سوريا في الداخل .
ما نشهده ليس "نظامًا مقاومًا" كما كان يُروج، بل نظامًا منكفئًا على ذاته، تتناقض شعاراته مع ممارساته، وتتقلص أولوياته لتدور في فلك السيطرة الأمنية وحماية الكرسي، بينما تسقط القذائف فوق رؤوس السوريين دون حساب أو ردع اوحتي رفض بكلام .
العرب.. وأزمة الغياب
ربما لا يتحمل النظام السوري وحده مسؤولية هذا الصمت، فالدول العربية أيضًا تقف عاجزة أو متواطئة. لا قمة طارئة، لا بيانات إدانة قوية، ولا حتى دعم إنساني أو سياسي فعّال يوازي حجم الكارثة. وكأن سوريا باتت وحيدة في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية لتقع بين تنظيمات ارهابية وطائرات جيش اسرائيل المحتل .
بين المقاومة الحقيقية والواجهة الدينية
الملفت أن منابر النظام كثيرًا ما تتزين بـ"اللّحى"، ويُقدَّم رجال دين في الواجهة لتبرير السياسات والتغطية على الانهيار، لكن اللّحى وحدها لا تصنع مقاومة، ولا تغني عن الشرف الوطني. فالمقاومة لا تكون عبر استعراضات خطابية ولا عبر استغلال الدين، بل عبر الفعل السيادي، والتحرك الميداني، والقرار السياسي الحر.