بدايات تصعيدية في الجنوب السوري.. عشائر دير الزور تتجهز لمناصرة عشائر البدو في درعا والسويداء

قالت مصادر محلية بقيام عدد من عشائر دير الزور في الشرق السوري بإعلان جاهزيتها للانضمام إلى "نصرة العشائر البدوية" في محافظتي درعا والسويداء، اللتين تشهدان توترًا متصاعدًا وسط محاولات متعثرة للتوصل إلى تهدئة شاملة.
سياق متوتر.. اشتباكات وإعادة تموضع
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الجيش السوري البدء في سحب قواته من السويداء تدريجيًا، تنفيذًا لاتفاق تم التوصل إليه مؤخرًا مع وجهاء الطائفة الدرزية وقيادات روحية في المدينة. ووفق مصادر رسمية، فقد انتشرت قوات الأمن الداخلي بدلًا من وحدات الجي، رغم استمرار القصف الإسرائيلي المتقطع في مناطق الجنوب السوري والذي يُعتقد أنه يهدف لإرباك عملية إعادة الانتشار السورية المزعمة.
تحالفات قبلية وعشائرية تهدف إلى إعادة التوازن بين القوى المسلحة غير النظامية وقوات الدولة
وتزامن ذلك مع ظهور مؤشرات على تشكُّل تحالفات قبلية وعشائرية تهدف إلى إعادة التوازن بين القوى المسلحة غير النظامية وقوات الدولة، خاصة بعد تصاعد دعوات من مشايخ عقل الدروز لتسليم السلاح الثقيل ورفض أي تدخل خارجي "بحجة حماية الطائفة".
دير الزور تدخل الي المشهد
في هذا السياق، تداولت صفحات عشائرية وناشطون أنباء عن تحرك وجهاء من عشائر دير الزور لعقد اجتماعات موسعة خلال الساعات المقبلة، بهدف "دعم ومناصرة العشائر البدوية" في الجنوب، في ظل ما وصفوه بـ"الاستهداف الممنهج لهوية القبائل ومناطقهم التاريخية من قبل ميليشيات انفصالية أو أجندات أجنبية".
ويُشار إلى أن العلاقة بين عشائر الشرق السوري وتلك المنتشرة في الجنوب تعود لعقود من التحالف القبلي، وقد سبق أن أبدت بعض عشائر البادية في درعا واللجاة والريف الشرقي للسويداء استعدادها للتنسيق مع نظرائها في الفرات الأوسط.
مخاوف من انفجار شامل وانتشار الفوضي
يخشى مراقبون أن يؤدي اتساع دائرة الأزمة إلى تكرار سيناريوهات الفوضى المسلحة كما حدث في سنوات الحرب السورية الأولى، خصوصًا إذا ما تداخلت العوامل العشائرية بالمصالح الدولية والمحاور المتصارعة على الأرض.
وتبدي بعض الأوساط قلقها من أن يؤدي التحشيد القبلي الأخير إلى تفجير صراع مفتوح بين جماعات محلية تتنازع السيطرة والتمثيل، في وقت تسعى فيه الحكومة السورية لتثبيت سلطة الدولة عبر إعادة الانتشار الأمني وضبط السلاح.
مرحلة مفصلية ستتحدد فيها ملامح النفوذ الأمني والعسكري والسياسي في المحافظات الحدودية
يبدو أن الجنوب السوري مقبل على مرحلة مفصلية، ستتحدد فيها ملامح النفوذ الأمني والعسكري والسياسي في المحافظات الحدودية ذات الطبيعة المعقدة عشائريًا ومذهبيًا. وفي ظل تداعي الأطراف المحلية للتحشيد أو التفاوض، يبقى السؤال: هل تُستدرج المنطقة إلى صراع داخلي أوسع؟ أم تنجح الدولة السورية في إعادة ضبط الموقف قبل الانفجار؟