لبنان يفتح صفحة جديدة: رئيس جديد ورئيس وزراء جديد يحملان أمل الإصلاح وسط تحديات هائلة

مع انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية ونواف سلام رئيسًا للوزراء، يعيش لبنان لحظة سياسية مفصلية، حيث يعوَّل على هذه التعيينات لتكون بداية مرحلة جديدة تنهي سنوات من الأزمات السياسية والاقتصادية. الفريق الجديد أثار ترحيبًا داخليًا وخارجيًا، ولكن التحديات التي تواجه البلاد تبقى هائلة وتتطلب جهودًا غير مسبوقة.
انتخاب رئيس جديد للجمهورية: خطوة نحو الإصلاح؟
تم انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية في 13 يناير 2025، ليشغل منصبًا شاغرًا منذ أكتوبر 2022. يُعتبر عون قائد القوات المسلحة اللبنانية شخصية تحظى بدعم داخلي كبير وبتوجهات مؤيدة للولايات المتحدة، مما يمثل تحولًا ملحوظًا عن الولاءات السياسية التقليدية.
في خطابه الأول كرئيس، تعهد عون بإعادة بناء الدولة اللبنانية، بما يشمل:
- احتكار الدولة للأسلحة: كجزء من الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن 1701 و1559.
- الإصلاح الإداري: تعزيز الشفافية ومكافحة المحسوبية.
- إصلاح القضاء: الدفع نحو استقلال السلطة القضائية.
- التنمية الاقتصادية: العمل على الحد من الاحتكارات وتعزيز العدالة الاقتصادية.
نواف سلام: رئيس وزراء يحمل أجندة إصلاحية
على عكس عون الذي كان اسمه مطروحًا منذ سنوات، جاء تعيين نواف سلام رئيسًا للوزراء بمثابة مفاجأة. سلام، الذي يمتلك خلفية أكاديمية ودبلوماسية واسعة، يُنظر إليه كشخصية نظيفة اليد ومؤيدة للإصلاح.
سلام، الذي شغل سابقًا مناصب دولية مهمة مثل قاضٍ في محكمة العدل الدولية، يُتوقع أن يواجه تحديات كبيرة، لا سيما في:
- تشكيل حكومة مستقلة: لتفادي الضغوط السياسية التقليدية.
- تنفيذ إصلاحات اقتصادية: تتضمن تقليل تأثير الطائفية في المؤسسات وإعادة بناء النظام الاقتصادي.
- نزع سلاح الميليشيات: وهو ملف حساس يواجه مقاومة شديدة من الأطراف المرتبطة بحزب الله.
التحديات أمام القيادة الجديدة
رغم الدعم الشعبي والدولي، تواجه القيادة الجديدة عقبات رئيسية:
- نفوذ حزب الله: رغم تراجع قوته بعد نكسات عسكرية، يظل للحزب تأثير كبير على القرار السياسي في لبنان.
- الوضع الاقتصادي المتدهور: يتطلب إصلاحات جذرية وإجراءات صارمة لاستعادة الثقة المحلية والدولية.
- التحديات الأمنية: تأمين الحدود وتنفيذ قرارات مجلس الأمن قد يواجهان عقبات داخلية وخارجية.
التوصيات: دور المجتمع الدولي في دعم الإصلاح
بحسب معهد واشنطن، يمكن للمجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، تقديم الدعم عبر:
- مساعدات مشروطة: تقديم دعم للقوات المسلحة اللبنانية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
- تحفيز الإصلاحات: ربط حزم المساعدات الاقتصادية بإجراءات ملموسة مثل مكافحة الفساد.
- العقوبات: فرض عقوبات على الجهات اللبنانية التي تعرقل الإصلاح.
- التعاون الاقتصادي: دعم خطة إنقاذ اقتصادية من خلال صندوق النقد الدولي لتخفيف الأزمة المالية.
النجاح يعتمد على قدرة القيادة الجديدة على مواجهة العقبات
يمثل انتخاب جوزيف عون ونواف سلام فرصة ذهبية للبنان لتحقيق تحول جذري في مسار البلاد. لكن النجاح يعتمد على قدرة القيادة الجديدة على مواجهة العقبات بجرأة، واستثمار الدعم الدولي لتحقيق إصلاحات جذرية تعيد بناء الدولة اللبنانية على أسس قوية ومستدامة.