سعيد محمد أحمد يكتب : الجولاني والبغدادى … وجهان لعملة واحدة
الجولاني والبغدادي… وجهان لعملة واحدة في مشروع تفكيك المنطقة
لم يكن صعود أبو محمد الجولاني على منبر المسجد الأموي الكبير فجرا فى قلب العاصمة دمشق لا لمجرد الاحتفال بمرو عام على سقوط نظام بشار البائد ولكن بقدر إيصال رسالة شديدة الوضوح والصرامة بقوله : " اطيعونا" لتحمل صفه جماعة " الإخوان" فى منهجها بضرورة الطاعه العمياء، وكإعلانه "الدستورى" الصادر فى ليلة ظلماء ليتماشى مع معلمه أبو بكر البغدادي "زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وفاء منه كتلميذ نجيب يؤكد أنهما وجهان" لعمله واحدة" وحجم ومدى الترابط روحيا وفكرياً وتنظيميا .
الجولاني… سلطة مغتصبة ومنصب فوق شرعية الشعب
لا قدسية ولا شرعية
الجولاني ليس قديسا ونبياً وليس مبشرا ونذيرا ولن يكون ظل الله فى ارضه، ليفرض شريعته، كما انه ليس اهلاً ايضاً لان يطاع كونه رئيسا مؤقتاً ولفترة انتقالية اغتصب فيها السلطة بالقوة الجبرية وكانّها" خطيفة" وفق أدبياتهم"ومنطق"من يحرر يقرر "دون إرادة شعبية .
ومنذ ان جرى تكليف"الجولاني" بتأسيس فرع تنظيم"داعش" ممثلا فى" جبهة النصرة"فى سوريا تنفيذا لتعليمات البغدادى وتغييرها إلى"هيئة تحرير الشام" لتختلف النوايا والأهداف جذريا حول دولة الخلافة البغدادية التوسعية، عن دولةً "الجولاني" الجهادية، واستخدامه من قبل المخابرات البريطانية والأمريكية لتنفيذ مخطط بدعم تركى إسرائيلى لاسقاط نظام الأسد، شريطة التخلص من تنظيم الدولة الاسلامية فى بلاد الشام والعراق"داعش" بقيادة البغدادى والقضاء عليه بعملية عسكرية أمريكية بدعم ومساعدة الجولاني .
من "جبهة النصرة" إلى "هيئة تحرير الشام"… تغير الاسم وبقي النهج
فمطالبة الجولاني لأتباعه بالطاعة لاتختلف كثيرا عن مطالبه البغدادى لأنصاره فكلاهما ذات مشروع واحد اعتمد فكر تفكيك وتفتيت المجتمعات, وانتهاج منطق القتل على الهوية الشغل الشاغل للسوريين رعبا فى بداية الأزمة، إلا ان الجولاني بصفته زعيما لتنظيم هيئة تحرير الشام المصنف تنظيماً ارهابيا ساهم بتفكيك سوريا وتقسيمها إلى "ولايات" باشعال الفتنة لتتحول العلاقة إلى نشر ثقافة الكراهية والانتقام بين مختلف الطوائف والمذاهب .
الجولاني والبغدادي… مشروع واحد بمضمونين مختلفين
الطاعة ذاتها… والمنهج ذاته
فالخطابة واللحية وصلاة الفجر و"اطيعونا " مقومات نجاح لاى تيار دينى متطرف ادواته فى السيطرة على "العامة والدهماء والجهلة والبسطاء والمقهورين"، اهم بكثير لديهم من الاحتفاظ بوطن موحد متماسك فى دولة مؤسسات تحترم الجميع دون تمييز .
فيما يراه الاخرون طوق نجاه بل وربما اختيارا وقدرا إلهيا .. ولما لا ؟!! ٠٠٠ مع شعب مكلوم عانى ووصل على مدى ١٤ عاما من الحرب والدمار والموت والدم إلى مرحلة من اليأس مضافا لها اكثر نصف قرن من الخوف على أمل ان يرى من يسجد له ليخلصه من نظام ديكتاتورى ظالم فاسد ولو كان" شيطانا" جاء ليحكمهم ليصبحوا عبيدا له برغم يقينهم ان الجولاني جاء بترتيب وقرار دولى مثلما جرى الإبقاء على بشار بقرار دولى وتخلصت منه ايضا بقرار دولى .
سوريا بين حكمين عائليين… الجولاني نسخة جديدة من الأسد
صعود عائلة جديدة إلى السلطة
المؤكد ان القائمين على تنفيذ تلك المؤامرة الكبرى ستوفر المناخ المناسب للسلطة الانتقالية لسنوات معدودة وربما لأمد طويل إذا استطاعت "التمكين والتمكن " من كل مفاصل الوطن دون الاهتمام بأهمية حدودها مع دول الجوار .
فيما ستصبح سوريا مركزا دوليا لمعامل التفريخ للعنف والإرهاب والتطرف فى المنطقة فى ظل حكم عائلى شمولى فالأب حسين الشرع، والرئيس الابن أحمد الشرع واشقائه ماهر الشرع وحازم الشرع وجمال الشرع، جميعهم لهم من السطوة والنفوذ تماثل تماما سلطة ونفوذ حكم عائله الأسد الأب حافظ وأبنائه باسل وبشار وماهر ومجد الذى ذهب فى مهب الريح … فعلى من قاموا بتحضير العفريت ان يصرفوه .
















