الخلافات اليمنية تتصاعد.. تدخل سعودي إماراتي مباشر في عدن لضبط المشهد ومواجهة الحوثيين ومنع تفكك الجبهة الداخلية
دخلتا كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية بثقل سياسي وعسكري من جديد على خط الأزمة في محاولة لاحتواء الانقسامات داخل معسكر الشرعية ومنع انزلاق المشهد نحو صراع داخلي يضعف المواجهة الأساسية مع ميليشيا الحوثي، ويهدد ما تبقى من تماسك الدولة اليمنية.
وصول وفد سعودي إماراتي إلى عدن
ووصل مساء الجمعة 12 ديسمبر 2025 وفد سعودي إماراتي مشترك إلى القصر الرئاسي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، لبحث تطورات الأوضاع في المحافظات الشرقية، في توقيت بالغ الحساسية تشهده البلاد على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية.
الرئاسة اليمنية تكشف أهداف الزيارة
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مصدر في مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، أن زيارة الوفد تأتي في إطار جهود الرياض وأبوظبي لتعزيز وحدة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية، والعمل على إعادة تطبيع الأوضاع في المحافظات الشرقية التي شهدت تحركات ميدانية متسارعة خلال الأيام الماضية.
وأكد المصدر أن السعودية تضطلع بدور محوري في قيادة جهود التهدئة، انطلاقًا من حرصها المستمر على أمن واستقرار اليمن، ودعم شعبه، وتحسين أوضاعه المعيشية، ومنع تفكك مؤسسات الدولة في هذه المرحلة الدقيقة.
التركيز على المرجعيات السياسية واتفاق الرياض
وأوضح المصدر أن الجهود الحالية تتركز على إعادة الأوضاع إلى مسارها الطبيعي في المحافظات الشرقية، مع التأكيد على احترام المرجعيات الحاكمة للمرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض، باعتبارهما الإطار السياسي الناظم للعلاقة بين مختلف القوى اليمنية المناهضة للحوثيين.
وأشار إلى أن المشاورات التي سيجريها الفريق العسكري السعودي الإماراتي في عدن ستتناول سبل معالجة الإجراءات الأحادية الأخيرة، بما في ذلك:
-
رحيل أي قوات جرى استقدامها من خارج المحافظات الشرقية
-
تمكين الحكومة والسلطات المحلية من أداء مهامها
-
احترام الصلاحيات الحصرية للمؤسسات الرسمية وفق الدستور والقانون
تحذير من التصعيد وإضعاف معركة الحوثيين
وشدد المصدر على أن أي تصعيد إضافي من شأنه تبديد المكاسب التي تحققت خلال الفترة الماضية، وصرف الأنظار بعيدًا عن المعركة المصيرية ضد الحوثيين، فضلًا عن تقويض جهود الإصلاحات الاقتصادية، وتعميق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها ملايين اليمنيين.

وأكدت قيادة الدولة، بحسب المصدر، تمسكها بـ الحلول السياسية، ودعمها الكامل لجهود السعودية والإمارات، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، للحفاظ على وحدة الصف في مواجهة التهديد الحوثي المتواصل.
تحركات المجلس الانتقالي تفرض واقعًا جديدًا
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي استكمال سيطرته على محافظة المهرة، إضافة إلى مناطق في حضرموت وشبوة، شملت حقولًا ومنشآت نفطية، وفق ما أعلنه المجلس والسلطات المحلية.
وفي هذا السياق، أكد القيادي البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي عمرو البيض أن المجلس موجود في جميع محافظات جنوب اليمن، بما فيها مدينة عدن، مشيرًا في تصريحات لوكالة «رويترز» إلى أن أعضاء الحكومة المعترف بها دوليًا غادروا عدن، مؤكدًا أن المجلس الانتقالي “لم يطلب منهم المغادرة”.
اليمن بين خطر الانقسام ومعركة المصير
وتعكس هذه التطورات حجم التعقيد السياسي والعسكري الذي يواجه اليمن، حيث باتت الخلافات داخل معسكر الشرعية تشكل خطرًا لا يقل عن خطر الحوثيين أنفسهم، ما يفسر التدخل السعودي الإماراتي كخطوة استباقية لمنع انهيار الجبهة المناهضة للحوثي، والحفاظ على الحد الأدنى من التوافق السياسي في بلد أنهكته الحرب والانقسامات.




