رعب يسبق احتفالات رأس السنة الميلادية: إحباط مخطط تفجيرات في لوس أنجلوس يعمّق القلق العالمي بعد حادث سيدني
مع اقتراب احتفالات رأس السنة الميلادية، يعيش العالم حالة من التوتر والترقب غير المسبوق، في ظل تصاعد التحذيرات الأمنية وتوالي الأخبار عن مخططات إرهابية كانت تستهدف مدنيين في عواصم كبرى. وبينما لم تبرأ الذاكرة العالمية بعد من حادث سيدني الأخير وما خلفه من صدمة، جاء الإعلان الأمريكي عن إحباط مؤامرة تفجيرات ضخمة في لوس أنجلوس ليعيد مشاهد الرعب إلى الواجهة، ويؤكد أن التهديدات الأمنية باتت شبحًا يلاحق لحظات الفرح في مختلف أنحاء العالم.
القبض على خلية خططت لتفجيرات ليلة رأس السنة
أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، يوم الاثنين، إلقاء القبض على أربعة أشخاص تورطوا في التخطيط لتنفيذ هجمات تفجيرية منسقة تستهدف خمسة مواقع متفرقة في مدينة لوس أنجلوس، وذلك بالتزامن مع احتفالات رأس السنة الميلادية.

وبحسب بيان رسمي صادر عن المكتب، فإن الخلية كانت تعتزم تنفيذ عملياتها ليلة رأس السنة، مستخدمة عبوات ناسفة يدوية الصنع، في محاولة لإيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا وبث الذعر في أوساط السكان.
وزيرة العدل: إحباط مؤامرة إرهابية «مروعة»
من جهتها، أكدت وزيرة العدل الأمريكية بام باوندي أن الأجهزة الأمنية نجحت في إحباط ما وصفته بـ**«مؤامرة إرهابية ضخمة ومروعة»**، كانت ستستهدف مناطق حيوية في وسط ولاية كاليفورنيا، وتحديدًا مقاطعة أورانج ولوس أنجلوس.
وقالت باوندي في بيانها:
«بعد تحقيق مكثف، منعت وزارة العدل، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، مخططًا كان من الممكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق».
وأضافت أن توقيت المخطط، الذي تزامن مع ليلة رأس السنة، يكشف نية واضحة لاستغلال التجمعات الجماهيرية وتحويل أجواء الاحتفال إلى مشاهد دماء وفوضى.
جماعة يسارية متطرفة وراء المخطط
كشفت وزيرة العدل أن التحقيقات أظهرت انتماء المتهمين إلى جماعة تُعرف باسم «جبهة تحرير جزيرة السلاحف»، وهي:
-
جماعة يسارية متطرفة
-
معادية للحكومة الأمريكية
-
مناهضة للنظام الرأسمالي
وأكدت أن هذه الجماعة كانت تستعد لتنفيذ سلسلة تفجيرات ضد أهداف متعددة في كاليفورنيا، بدءًا من ليلة رأس السنة الجديدة.

أهداف إضافية: وكلاء الهجرة والمركبات الأمنية
لم يقتصر المخطط على استهداف مواقع مدنية فقط، إذ أوضحت باوندي أن الخلية:
-
خططت أيضًا لاستهداف وكلاء الهجرة وتأمين الحدود،
-
واستهداف مركبات رسمية،
في محاولة لتوجيه رسائل سياسية عنيفة، وضرب مؤسسات الدولة في توقيت بالغ الحساسية.
جهد أمني استثنائي قبل رأس السنة
أشادت وزيرة العدل بالجهود التي بذلتها:
-
مكاتب المدعين العامين
-
فرق مكتب التحقيقات الفيدرالي
وقالت إن العمل الأمني المكثف جاء بهدف:
«ضمان أن يتمكن الأمريكيون من العيش بسلام والاحتفال برأس السنة دون خوف».
وشددت على أن الولايات المتحدة:
-
لن تتهاون مع أي تهديد أمني
-
ستواصل ملاحقة الجماعات المتطرفة
-
وستقدم جميع المتورطين إلى العدالة دون استثناء
حادث سيدني يعمّق القلق العالمي
يأتي هذا التطور الأمني الخطير في وقت لا تزال فيه تداعيات حادث سيدني الأخير تلقي بظلالها على الرأي العام العالمي، بعدما أعاد إلى الأذهان سيناريوهات العنف المفاجئ في قلب المدن الكبرى، ومع تزايد التحذيرات من استهداف الاحتفالات الجماهيرية، باتت كثير من الدول:
-
ترفع درجات التأهب الأمني
-
تشدد إجراءات التفتيش
-
تعيد تقييم خطط تأمين الفعاليات العامة
احتفالات تحت الحراسة المشددة

في ضوء هذه التهديدات، من المتوقع أن تشهد احتفالات رأس السنة الميلادية حول العالم:
-
انتشارًا أمنيًا غير مسبوق
-
استخدام تقنيات مراقبة متقدمة
-
فرض قيود إضافية على التجمعات
ويرى خبراء أمنيون أن التنظيمات المتطرفة، على اختلاف أيديولوجياتها، باتت تعتبر المناسبات العالمية الكبرى فرصة مثالية لإحداث صدى إعلامي واسع عبر أعمال عنف مروعة.
خوف عالمي وأسئلة مفتوحة
بينما تستعد المدن العالمية لاستقبال العام الجديد بالأضواء والألعاب النارية، يظل السؤال المقلق حاضرًا:
هل بات الخوف جزءًا من طقوس الاحتفال الحديثة؟
فما بين إحباط مخطط لوس أنجلوس وصدمة سيدني، تتأكد حقيقة واحدة، وهي أن معركة العالم مع الإرهاب والتطرف لم تنتهِ بعد، وأن لحظات الفرح الجماعي أصبحت، للأسف، هدفًا دائمًا لمن يسعون لنشر الرعب والفوضى.














