حرب أوكرانيا تفضح أوروبا.. وما دار خلف الأبواب المغلقة بين ترامب وبوتين يكشف النهاية القريبة
ما لم يُعلن.. حرب أثقلت الجميع وكشفت هشاشة أوروبا: داخل الغرف المغلقة لصفقة ترامب–بوتين–زيلينسكي
بعد أكثر من عامين من حرب أنهكت روسيا، واستنزفت أوكرانيا، وفضحت هشاشة أوروبا أمام الأزمات الكبرى، وفتحت أبوابًا واسعة لتوسّع واشنطن في إدارة الصراعات… تتحرك الولايات المتحدة هذه المرة تحت ضغط الحاجة العالمية لإنهاء الحرب، لا بدافع الهيمنة وحدها.
فالحرب التي كانت – في نظر البعض – فرصة سياسية، أصبحت عبئًا ثقيلًا على الجميع:
أوروبا المتصدعة، وروسيا المنهكة، وأوكرانيا المدمّرة، وحتى الولايات المتحدة التي تسعى الآن لإغلاق “ملف الدم” قبل انفجار أعمق.
وفي هذا السياق، تتكثّف التحركات الأمريكية لصياغة اتفاق سلام جديد "على غرار خطة غزة"، كما وصف المقربون من إدارة ترامب.
حراك دبلوماسي غير مسبوق: واشنطن تضغط وموسكو تجسّ النبض وكييف تستنزف آخر أنفاسها

أعلنت واشنطن سلسلة تحركات محورية هدفها تسريع المفاوضات:
ويتكوف إلى موسكو للقاء بوتين
المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف سيتجه إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لدفع آخر مراحل اتفاق السلام.
وزير الجيش الأمريكي في كييف خلال أيام
وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول – أحد عناصر فريق التفاوض الأمريكي – سيصل كييف هذا الأسبوع، لمناقشة اللمسات الأخيرة للاتفاق مع القيادة الأوكرانية.
أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أكد أنه ناقش مع دريسكول “خطوات إنهاء إراقة الدماء”، مضيفًا:
"نحن مستعدون للعمل بأقصى سرعة لإنهاء الحرب، كما حدّد الرئيس ترامب".
ترامب: “نقترب جدًا من الاتفاق”… لكن أوروبا لا تصدّق
على منصة تروث سوشال، كتب ترامب:
"تبقى نقاط خلاف قليلة فقط"
لكن تشكيك أوروبا كان حاضرًا بقوة.
فبينما تعرّضت كييف لضربات روسية جديدة، خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليقول بوضوح:
"روسيا لا تُظهر أي رغبة في وقف إطلاق النار"
واعتبر أن موسكو لم تبدِ استعدادًا لمناقشة النسخة المعدلة من خطة السلام الأمريكية.
أوروبا التي دعمَت أوكرانيا سياسيًا أكثر من دعمها فعليًا، أصبحت اليوم الطرف الأكثر خذلانًا وضعفًا، بعدما كشفت الحرب هشاشة دفاعها، واعتمادها شبه الكامل على واشنطن.

الخطة الأمريكية.. لماذا عُدّلت؟
كانت النسخة الأولى من الخطة مواتية لروسيا بشكل واضح.
لكن بعد مفاوضات ثلاثية في جنيف – بين الأمريكيين والأوكرانيين والأوروبيين – خرجت النسخة الجديدة:
أهم التعديلات:
-
السماح لأوكرانيا بالاحتفاظ بجيش قوامه 800 ألف جندي بدلًا من 600 ألف
-
توسيع الضمانات الأمنية الغربية
-
تعديل بنود السيطرة الميدانية
-
ربط التسوية بخريطة لإعادة الإعمار والعودة الأوروبية للاستثمار في شرق القارة
مصادر مطلعة أكدت أن “النسخة الجديدة أفضل بكثير لكييف”، لكنها ما تزال محل رفض لموسكو في نقاط محددة.
واشنطن–موسكو: محادثات سرية تتقدم بسرعة
البنتاغون أعلن أن المحادثات بين دريسكول والوفد الروسي “تسير على ما يرام”، وأن جوًّا من التفاؤل يحيط الفريق الأمريكي.
البيت الأبيض بدوره وصف التقدّم بأنه:
"هائل… لكن التفاصيل الحساسة ما زالت قيد النقاش".

زيلينسكي يستعد للذهاب إلى واشنطن… لحسم الصفقة
أعلن رئيس مجلس الأمن الأوكراني رستم عمروف:
"نتطلّع إلى ترتيب زيارة الرئيس الأوكراني إلى الولايات المتحدة هذا الشهر لاستكمال الاتفاق".
هذه الرحلة قد تكون اللحظة الفاصلة التي تُعلن فيها نهاية حرب أنهكت الجميع، وغيّرت وجه العالم، وكشفت ضعف أوروبا السياسي والعسكري، وأعادت صياغة توازنات القوة بين واشنطن وموسكو.
خلاصة المشهد: الجميع يريد النهاية… لكن كل طرف يريدها على طريقته
-
أوروبا: تبحث عن الخروج من مأزق اقتصادي وعسكري صنعته بيدها
-
روسيا: تريد اعترافًا دوليًا بمكاسبها دون خسارة سياسية
-
أوكرانيا: تحاول الحفاظ على دولة منهكة تقاتل منذ عامين
-
الولايات المتحدة: تريد كتابة نهاية “بأيديها وحدها” قبل اتساع نفوذ موسكو والصين
الحرب كشفت الجميع…
لكنّ العالم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى نهاية.
















