قطر ومصر وتركيا تضغط على حماس لإبداء المرونة تجاه خطة ترامب بشأن غزة ..الجتاح العسكري يرفص

تدخل المفاوضات حول خطة السلام الأمريكية في غزة الي مناوشات بين الفصائل الفلسطينية في غزة وكانت الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد دخلت في مرحلة حساسة خاصة مع تكثيف وساطة إقليمية من قطر ومصر وتركيا لإقناع حركة حماس بإظهار المرونة وعدم رفض الخطة بشكل كامل.
وبحسب دبلوماسيين عرب تحدثوا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن الضغوط تتركز على أن تقتصر معارضة حماس على بعض بنود الخطة فقط، دون رفضها جملة وتفصيلاً، وذلك لتفادي الدخول في مواجهة شاملة مع المجتمع الدولي.
معارضة جناح حماس العسكري
في المقابل، يظل الموقف داخل الحركة منقسمًا. فقد نقل تقرير بريطاني أن الوسيطين القطري والمصري أجريا اتصالًا مع عز الدين الحداد، رئيس الجناح العسكري لحماس في غزة، والذي أبدى رفضًا قاطعًا لخطة ترامب المكونة من 21 نقطة.
وأكد الحداد أن الخطة "تهدف إلى إنهاء حكم حماس، سواء قبلتها الحركة أم لا"، مضيفًا أن "المقاومة هي الخيار الوحيد".
ويرى الجناح العسكري أن البنود المتعلقة بإنشاء "قوة دولية مؤقتة" في غزة، ونزع سلاح الفصائل، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين خلال 72 ساعة، تمثل مخاطر كبيرة تهدد وجود حماس ونفوذها الأمني والسياسي.
انقسام داخل القيادة السياسية
من ناحية أخرى، أبدت بعض القيادات السياسية لحماس في قطر استعدادها لمناقشة الخطة، بل وحتى القبول بها بعد إدخال تعديلات عليها، إلا أن نفوذ هذه القيادات محدود، نظرًا لأن السيطرة الفعلية على ملف الأسرى والسلاح في يد القيادة العسكرية داخل غزة.
كما ترفض حماس فكرة "الإدارة الدولية المؤقتة" باعتبارها شكلاً جديدًا من أشكال الاحتلال، وترى أن الخطة الأمريكية تخلو من أي ضمانات حقيقية تلزم إسرائيل بوقف الحرب أو الانسحاب الكامل من القطاع.
خيارات حماس بين القبول والرفض
أحد المصادر الفلسطينية وصف الوضع بقوله: "قبول الخطة كارثة، ورفضها كارثة أخرى – لا توجد سوى خيارات مريرة".
فالقبول قد يُفسر على أنه استسلام، بينما الرفض يعرض الحركة لضغوط إقليمية ودولية متزايدة، فضلاً عن غضب سكان غزة الذين يطالبون بإنهاء الحرب.
ويشير مراقبون إلى أن الورقة الأقوى بيد حماس هي ملف الأسرى الإسرائيليين، ولذلك فهي تتردد في الإفراج عنهم دفعة واحدة دون ضمانات واضحة بوقف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال.
البيت الأبيض يحدد "خطًا أحمر"
وفي هذا السياق، شدد البيت الأبيض في بيان رسمي أن الرئيس ترامب سيضع "خطًا أحمر" بشأن المدة الممنوحة لحماس للرد على خطته، مؤكدًا أن وقت اتخاذ القرار ينفد.
وأضاف البيان أن الخطة حظيت بتأييد دولي واسع، بما في ذلك من أطراف عربية وإسلامية، وأن على حماس أن تستجيب إذا كانت تسعى إلى "وقف الحرب وبداية مسار سياسي جديد".
ومن المتوقع أن تقدم حماس ردها الرسمي للوسطاء خلال الأيام المقبلة، في وقت يتابع فيه المجتمع الدولي الموقف بترقب شديد.
مستقبل خطة ترامب يتوقف على موقف حماس النهائي
تشير التطورات إلى أن مستقبل خطة ترامب يتوقف على موقف حماس النهائي، الذي سيتأرجح بين الرفض القاطع أو القبول المشروط. وفي الحالتين، ستبقى معركة غزة مرتبطة بعوامل إقليمية ودولية معقدة، حيث تلعب كل من مصر وقطر وتركيا دورًا أساسيًا في محاولة تمرير صيغة وسطية تحفظ ماء وجه جميع الأطراف.