حماس وخطة ترامب.. بين وقف المجاعة في غزة ومخاطر فقدان التعاطف الدولي

هل تسقط حماس في فخ خطة ترامب ؟
عاش اهل قطاع غزة أكثر من عامين من المعاناة المستمرة في قطاع غزة، حيث أودت المجاعة والقصف بحياة الآلاف من الأطفال والنساء وجاء أعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته لوقف الحرب وتحقيق السلام.-جاءت الخطة بعد أن فشلت جميع المبادرات السابقة في وقف آلة الحرب الإسرائيلية بينما تصاعدت أصوات الشعوب الغاضبة من جرائم الاحتلال وبشاعة القصف، الأمر الذي دفع دولًا كبرى إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
لكن، وبينما رأى البعض في هذه الخطة متنفسًا لإنقاذ الأرواح ووقف نزيف الجوع، لا تزال النقاشات مستمرة داخل الأوساط الفلسطينية، خصوصًا في ظل إلقاء ترامب الكرة في ملعب حركة حماس لكن الطريقة التي القيت بها تشبة الي حد كبير الكمائن المحكمة.
خطة ترامب بين القبول والرفض
تتضمن خطة ترامب عشرين بندًا، من بينها وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، وانسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع، إلى جانب إطلاق عملية سياسية تنتهي بإقامة دولة فلسطينية.
قبول الخطة قد يُشكل فرصة لتخفيف المعاناة وفتح الطريق أمام انفراج إنساني واقتصادي، بينما قد يراه آخرون تقويضًا لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير.
خطورة الرفض على غزة
تكمن الخطورة في أن رفض حماس لهذه الخطة قد يُفقد الفلسطينيين جزءًا من التعاطف الدولي المكتسب مؤخرًا، خاصة بعد موجة الاعترافات بدولة فلسطين استجابة لضغط الشعوب الغاضبة. الاحتلال يسعى إلى استغلال أي رفض فلسطيني ليظهر للعالم أن حماس "تتعنت" وترفض السلام، وهو ما يتيح لإسرائيل تبرير استمرار الحرب والمجازر داخل قطاع غزة.
صوت الفلسطينيين في الداخل والخارج
و يرى بعض الفلسطينيين في الخارج أن الخطة لا تلبي كامل الطموحات الوطنية، يؤكد آخرون أن الأولوية الآن يجب أن تكون وقف آلة القتل والمجاعة، حتى لا يموت المزيد من المدنيين بلا جدوى.
الرسالة الموجهة لحماس واضحة: ليس هناك ترف للرفض، ولا يجب منح الاحتلال فرصة لتصوير الفلسطينيين كرافضين للحلول.
مسؤولية القيادة الفلسطينية
الكرة اليوم في ملعب حماس والفصائل الفلسطينية، حيث يُنتظر منها أن تتعامل مع الخطة بواقعية سياسية ومسؤولية تاريخية. قد لا تكون الخطة مثالية أو شاملة، لكنها تشكل خطوة نحو وقف نزيف الدم والجوع، وفتح باب جديد للحوار الدولي وعدم السقوط في فخ الرفض.
الأولوية الملحة هي إنقاذ حياة المدنيين في غزة
بين حسابات السياسة ومأساة الواقع، تبقى الأولوية القصوى هي إنقاذ حياة المدنيين في غزة. العالم يراقب، والعدو يحاول استغلال أي فرصة لتشويه صورة الفلسطينيين. لذا، فإن الحكمة والمرونة باتت ضرورة ملحة لتفويت الفرصة على الاحتلال، ولضمان استمرار التعاطف الدولي الذي يمكن أن يشكل سلاحًا قويًا في معركة البقاء والحرية.