خطة السلام الأمريكية في غزة.. بين القبول المشروط والرفض القاطع ومعضلة الأسرى
مع دخول العد التنازلي للمهلة التي منحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحركة حماس — والمقدرة بثلاثة إلى أربعة أيام — بات مصير خطة السلام الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة مرهونًا برد الحركة. فالخطة، التي تضم 20 بندًا وافقت عليها إسرائيل بعد إدخال تعديلات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أصبحت أمام ثلاثة احتمالات: قبول، رفض، أو قبول مشروط.
خطة ترامب: بين واشنطن وتل أبيب
بحسب موقع أكسيوس الأمريكي، فإن الخطة التي أعلن عنها البيت الأبيض يوم الإثنين الماضي ليست هي نفسها التي عرضها ترامب على قادة عرب ومسلمين في الأمم المتحدة الأسبوع السابق.
فنتنياهو، بعد سلسلة اجتماعات مكثفة في نيويورك مع جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، تمكن من إدخال تعديلات جوهرية أهمها:
-
ربط الانسحاب الإسرائيلي من غزة بتقدم عملية نزع سلاح حماس.
-
منح إسرائيل حق النقض (الفيتو) على أي خطوة في التنفيذ.
-
الإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي في محيط أمني داخل غزة حتى "زوال أي تهديد إرهابي"، وهو ما قد يعني بقاءً مفتوح الأمد.
معضلة حماس: القبول أم الرفض؟
يرى مراقبون أن حماس تواجه مأزقًا استراتيجيًا:
-
القبول: سيُفسَّر استسلامًا سياسيًا وعسكريًا.
-
الرفض: سيضعها في مواجهة سكان غزة المتعطشين لإنهاء الحرب، كما سيحرجها أمام المجتمع الدولي.
-
القبول المشروط: قد يكون الخيار الأكثر واقعية، عبر إدخال تعديلات أو طلب ضمانات أمريكية واضحة.
مخاوف حركة حماس
مصادر فلسطينية تحدثت عن أبرز النقاط التي تقلق حماس:
-
الضمانات الدولية: الحركة تخشى أن يتكرر سيناريو لبنان، حيث استمرت الهجمات الإسرائيلية رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
-
الانسحاب التدريجي: إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي يقرر ما إذا كانت التزامات الفلسطينيين قد نُفذت، ما قد يفتح الباب للتلاعب ببنود الاتفاق.
-
الأسرى: الخطة تطالب بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى الأحياء والأموات، وهو ما تعتبره حماس خسارة ورقتها الوحيدة دون ضمانات حقيقية لوقف الحرب.
-
الإدارة الدولية لغزة: مخاوف من أن يصبح المجلس الدولي المقترح لإدارة القطاع بمثابة سلطة بديلة تتجاهل الدور الفلسطيني.
السيناريوهات الأربعة المحتملة
-
القبول الكامل (مستبعد): أن توافق حماس دون شروط، وهو ما يراه قادة الفصائل "استسلامًا كاملًا".
-
الرفض المطلق (مستبعد): قرار قد يعرضها لغضب سكان غزة والوسطاء الدوليين.
-
القبول المشروط (ممكن): "نعم ولكن"، أي الموافقة على الخطة مع تعديلات وضمانات.
-
تفعيل البند 17 (ممكن ولكن غير مسبوق): إذا لم ترد حماس، يبدأ تنفيذ الخطة في مناطق "خالية من الإرهاب"، مع إدخال مساعدات وانتشار قوة استقرار دولية. لكن هذا السيناريو غير مرجح دون حسم قضية الرهائن.
خطة ترامب في مفترق طرق حساس: بين استسلام مشروط أو مواجهة مفتوحة
تقف خطة ترامب عند مفترق طرق حساس: بين استسلام مشروط أو مواجهة مفتوحة، وبينهما مساحة ضيقة قد تتيح لحماس كسب وقت إضافي أو ضمانات. لكن ما يبدو واضحًا هو أن ملف الأسرى سيظل الورقة الأكثر حساسية في يد الحركة، وأن أي تسوية لن تمر دون حسمه.
















