تداعيات مطالبة الرئيس السيسي بانتخابات برلمانية نزيهة
مشهد سياسي يعاد تشكيله والهيئة الوطنية تتحرك بـ"يد من حديد"
في أعقاب التدخل الحاسم وغير المسبوق للرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعوته المباشرة إلى تدقيق الطعون والوقوف على إرادة الناخبين الحقيقية في انتخابات مجلس النواب، دخلت مصر مرحلة جديدة عنوانها:
"لا مكان لتجاوز… ولا حصانة للمال السياسي… وصوت الشعب خط أحمر".
هذا التدخل أعاد ترتيب المشهد الانتخابي بالكامل، وأجبر جميع الأطراف—أحزابًا ومرشحين ومسؤولين—على إعادة الحسابات. وفي هذا الإطار، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات سلسلة من الإجراءات غير المسبوقة لضمان النزاهة الكاملة.
أولاً: ٨٨ تظلّم على مكتب الهيئة… والتحقيقات على مدار الساعة
أكّد المستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن الهيئة تلقت ٨٨ تظلّمًا رسميًا من مختلف الدوائر، تشمل:
-
شكاوى من استخدام المال السياسي
-
طعون في إجراءات الفرز
-
وقائع منع مندوبي المرشحين من الحصول على محاضر الفرز
-
شكاوى بخصوص خروقات في يوم التصويت
ووفقًا لتوجيهات الرئيس، فإن كل تظلّم يتم فحصه بندًا بندًا دون استثناء، مع مراجعة الفيديوهات، التقارير، محاضر اللجان، وشهادات المندوبين.
ثانيًا: إعلان النتائج الثلاثاء 18 نوفمبر… بعد التدقيق الكامل

ورغم حجم الشكاوى الكبير، أكدت الهيئة أنها ملتزمة بإعلان النتائج غدًا الثلاثاء 18 نوفمبر، كما هو مقرر، دون تأجيل.
لكن الأهم أن النتائج لن تصدر إلا بعد:
-
فحص شامل لكل الشكاوى
-
مراجعة محاضر اللجان الفرعية والفرز
-
إعادة تقييم النتائج في اللجان المشكوك فيها
-
التأكد من تطابق إرادة الناخبين مع النتائج المعلَنة
هذا الالتزام يعكس أكبر عملية تدقيق انتخابي تشهدها مصر منذ 10 سنوات.
ثالثًا: قرار حاسم… إلغاء نتائج أي لجنة ثبت فيها تجاوز
في تصريحات رسمية، أعلنت الهيئة الوطنية أنها:
-
ستُلغي نتيجة أي لجنة ثبت فيها تجاوز أو خرق للقانون
-
وستُعاد الانتخابات في أي دائرة يتعذر الوصول فيها إلى إرادة الناخبين الحقيقية
هذا التأكيد جاء تماشيًا مع ما طالب به الرئيس السيسي، والذي شدد على:
"لا تتردد الهيئة الوطنية في اتخاذ القرار الصحيح… ولو وصل الأمر إلى الإلغاء الكامل للمرحلة أو الإلغاء الجزئي لدوائر بعينها".
بهذا أصبح من الواضح أن النتيجة وحدها لا تُرضي الدولة… بل الطريقة التي خرجت بها هذه النتيجة.
رابعًا: جدّية غير مسبوقة في التعامل مع شكاوى المواطنين
أشارت الهيئة إلى أن كل التظلمات—سواء جاءت من مرشحين أو مواطنين أو مراقبين—يتم التعامل معها بنفس المستوى من:
-
الشفافية
-
الجدية
-
الصرامة القانونية
وهذا يعكس المناخ الجديد الذي خلقه تدخل الرئيس، والذي أعاد الثقة في العملية الانتخابية ووجه رسالة واضحة بأن:
"لا أحد فوق القانون… وإرادة المصريين لا تُباع ولا تُشترى".
خامسًا: ماذا تعني هذه الإجراءات للمشهد السياسي؟
1. ضرب المال السياسي في مقتل
لم يعد بإمكان أي حزب أو مرشح الاعتماد على الرشاوى السياسية، أو قوائم تسعير المقاعد، التي وصلت إلى 70 مليون جنيه في بعض الأحزاب.
2. عودة الثقة للناخبين
بعد ردود الفعل الشعبية الغاضبة، تدخل الرئيس أعاد الطمأنينة بأن صوته لن يتم تزويره.
3. رسائل قوية للأحزاب الورقية
الأحزاب القائمة على "الهندسة الانتخابية" تتعرض لأول هزة حقيقية.
4. مرحلة إعادة صياغة قواعد اللعبة البرلمانية
من الآن وصاعدًا:
المنافسة ستكون سياسية… لا مالية.
الرئيس يشعل الشرارة… والهيئة الوطنية تتحرك
تدخل الرئيس السيسي أعاد الانتخابات البرلمانية إلى مسارها الطبيعي، وأعاد هيبة الدولة إلى المشهد الانتخابي.
ومع إعلان النتائج غدًا بعد الفحص الكامل، يبدو أن مصر مقبلة على أكثر انتخابات برلمانية شفافية منذ سنوات طويلة.
















