تكرار صادم في مدارس مختلفة.. واقعة تحرش جديدة في مدرسة دولية بالعبور تكشف ثغرات خطيرة وتدق ناقوس الخطر
سقوط توربيني مدرسة العبور تخصص هتك عرض الاطفال
تعود شبح جرائم الاعتداءات الجنسية داخل المدارس ليطفو على السطح، مؤكدًا أن ما حدث في العبور ليس استثناءً، بل حلقة جديدة في سلسلة وقائع مشابهة ضربت مدارس مختلفة خلال الشهور الماضية، الأمر الذي يكشف بوضوح وجود ثغرات رقابية خطيرة داخل بعض المؤسسات التعليمية، ويضع المجتمع أمام ضرورة فرض نظام رقابي صارم يحمي الأطفال داخل أماكن من المفترض أن تكون الأكثر أمانًا.
فالمدرسة – أي مدرسة – هي مكان يتسع للأمان والتربية والتعليم، لا أن تتحول إلى بيئة يرتكب فيها موظفون أفعالًا مشينة تهز القلوب وتدمر حياة أطفال لا تتجاوز أعمارهم السنوات الأولى من عمرهم.
البلاغ الذي كشف الجريمة… هكذا بدأت التفاصيل داخل مدرسة العبور الدولية
تلقّى قسم شرطة العبور بلاغًا من أولياء الأمور يفيد بتعرض طفلتين في مرحلة KG2 داخل إحدى المدارس الدولية الشهيرة بالعبور، بمحافظة القاهرة، لاعتداءات جنسية على يد عامل نظافة وكهربائي وموظف آخر داخل المدرسة خلال اليوم الدراسي.
وتشير التحقيقات إلى أن جرس الإنذار انطلق عندما لاحظت والدة طفل يبلغ من العمر 6 سنوات تغيّرًا في سلوك زميلتيه، لتكتشف لاحقًا أن إحدى الطفلتين تعاني من تهتك في فتحة الشرج ونزيف، ما أثار الشكوك بقوة حول وقوع اعتداء جنسي وحشي.
لم يتأخر الوقت طويلًا، إذ أسفرت جهود الأجهزة الأمنية عن القبض على ثلاثة موظفين مشتبه بهم داخل المدرسة الواقعة بطريق مصر–الإسماعيلية الصحراوي.
ليست حالة فردية… خمسة أطفال آخرين ظهروا ضحايا لنفس الجناة
مع توالي التحقيقات، اتضح أن الحادث لم يكن معزولًا، فخلال ساعات قليلة كُشف عن تعرض خمسة أطفال آخرين لاعتداءات جنسية بالطريقة نفسها وعلى يد الأشخاص أنفسهم داخل المكان ذاته.
وبحسب البلاغات، قام المتهمون:
-
باستدراج الأطفال بعيدًا عن كاميرات المراقبة
-
استغلال ضعف الرقابة المدرسية
-
ارتكاب جرائمهم داخل أماكن خلفية ونائية داخل المدرسة
وهو ما يعيد إلى الواجهة التساؤلات الخطيرة:
كيف يمكن لموظفين غير تربويين أن يتحركوا بهذه الحرية داخل مؤسسة تعليمية يفترض أنها مؤمنة بالكامل؟
أم غيّرت مسار القضية… كيف اكتُشفت الجريمة؟
تقول والدة إحدى الطالبات إنها تلقت حديثًا من ابنتها عن تعرض زميلتيها لتصرفات "غريبة" من عامل النظافة والكهربائي، وبمزيد من التحقيق والاتصال بوالدة إحدى الضحايا اكتشفت أن ابنتها تعرضت لاعتداء جنسي بالفعل.
وما زاد الشكوك هو تكرار حوادث مشابهة في مدارس أخرى خلال الفترة الأخيرة، ما جعل كل أم في المدرسة تتساءل:
هل ابنتي كانت ضحية أيضًا؟
سرعان ما اتخذت الأم خطوة حاسمة وتواصلت مع أولياء الأمور الآخرين، ليتقدموا جميعًا ببلاغ رسمي إلى قسم شرطة العبور.
بلاغات رسمية وحملة أمنية واسعة.. والقبض على الجناة
باشرت قوات الأمن التحريات اللازمة، وتمكنت من القبض على المتهمين الثلاثة العاملين داخل المدرسة.
وفي واقعة أخرى متزامنة، تقوم النيابة بالتحقيق في جريمة مشابهة بمدرسة دولية بمنطقة السلام، حيث قام عاملان وفرد أمن بهتك عرض 5 أطفال بنفس الطريقة داخل مكان بعيد عن كاميرات المراقبة.
هذه التشابهات بين المدرستين تطرح سؤالًا مهمًا:
هل أصبح الاعتداء داخل المدارس ظاهرة تستوجب إعادة صياغة المنظومة الأمنية داخل المؤسسات التعليمية؟
النيابة تبدأ التحقيقات… وفحص طبي موسع للأطفال الضحايا
قررت النيابة العامة:
-
عرض الأطفال على الطب الشرعي لتحديد الإصابات
-
استدعاء الضحايا وأسرهم لسماع أقوالهم
-
استجواب مسؤولي المدرسة لمعرفة حجم التقصير
-
تفريغ كاميرات المراقبة داخل المدرسة
-
تتبع خطوات المتهمين قبل وبعد ارتكاب جرائمهم
كما يجري التحقيق في كيفية تمكّن العمال من استدراج الأطفال بعيدًا عن الأنظار، مما يثير شكوكًا حول ضعف الإشراف الأمني والإداري في المدرسة رغم كونها "دولية" بمصروفات مرتفعة.
تكرار الواقعة في مدارس أخرى يدق ناقوس الخطر: أين الرقابة؟
تكرار هذه الحوادث خلال وقت قصير في أكثر من مدرسة يؤكد وجود خلل واضح في منظومة الحماية داخل المؤسسات التعليمية، وهو ما يتطلب:
-
تولي جهات رقابية حكومية الإشراف الكامل على أمن المدارس الدولية
-
مراجعة إجراءات اختيار العمال والموظفين
-
الكشف الطبي والنفسي الدوري للموظفين
-
تركيب كاميرات تغطي كل شبر داخل المدرسة
-
وضع مُشرفين ثابتين في مناطق الألعاب ودورات المياه
-
إنشاء خط ساخن مباشر بين المدرسة ووزارة التعليم لتسجيل أي شكوى خلال دقائق
فما حدث اليوم في العبور وقبله في مدارس أخرى ليس “حادثًا فرديًا”، بل إنذار خطير يستوجب إعادة تقييم شامل.
رسالة واضحة للمجتمع… حماية الأطفال مسؤولية دولة كاملة
هذه الجرائم لم تعد مجرد "واقعة في مدرسة"، بل أصبحت قضية أمن قومي، لأن الاعتداء على الأطفال داخل المؤسسات التعليمية يعني انهيار أحد أهم ركائز الثقة بين الأسرة والمدرسة.
ولن تعود الثقة إلا من خلال تشديد الرقابة، ومحاكمة المقصرين، ووضع منظومة حماية صارمة تضمن أن تذهب كل طفل إلى المدرسة وهو في أمان كامل.
















