ولكم في القصاص حياة.. كيف انتهت قصة وداد وعشيقها إلى حبل المشنقة بعد جريمة لم تنجح في الهروب من العدالة؟
عالم الجريمة يذخر بالقصص العجيبة والغريبة في نفس الوقن ونحن الان أمام جريمة ظن مركبيها انهم يستطيعون الهروب من العدالة وهو حال الكثير من مرتكبي الجراي حيث يظن البعض أن ذكاءه أو مكره قد ينقذه من العقاب، وأن الخديعة قد تطمس آثار الجريمة، لكن الحقيقة التي تؤكدها الوقائع في كل مرة هي أن كل مجرم مهما احتال… لا يهرب من العقاب، وأن القصاص سيصل إليه مهما طال الزمن.
وهذه القصة التي شهدتها محافظة قنا عام 2020 هي واحدة من أكثر القضايا التي تثبت أن “العدالة تمشي على مهل، لكنها تصل دائمًا”.
البداية: علاقة صداقة تحولت إلى خيانة وجريمة
لم يكن الرجل الخمسيني "أحمد ع." يعلم أن صديقه الشاب "إبراهيم" الذي أدخله منزله، واستقبله كأخ، سيخونه داخل بيته، ويخفي وراء زياراته المتكررة رغبة أخرى ستدفعه إلى نهايته المأساوية.
كان أحمد يعمل نقّاشًا ومقيمًا في بني سويف، بينما ينحدر إبراهيم من سوهاج. جمعتهما في البداية شبهة تُعَد مدخلًا لكل الشرور: التنقيب غير الشرعي عن الآثار. أوهم إبراهيم صديقه بأن لديه قدرات خارقة على “فتح اللقية”، ما جعلهما يدخلان في علاقة مالية مشبوهة بحثًا عن ثراء سريع وسهل.
ومع كثرة التعاملات، أصبحت العلاقة أكثر قربًا، وبدأ إبراهيم يتردد على شقة أحمد في القاهرة، حيث تقيم معه زوجته وداد، التي كانت أصغر منه سنًا وأكثر جرأة مما ظهر لأول وهلة.


وداد.. الشر الذي بدأ بنظرة وانتهى بجريمة قتل
داخل بيت الزوجية، بدأت وداد تخطو نحو صديق زوجها خطوةً بعد أخرى، حتى تحول الأمر من نظرات محرّمة إلى علاقة كاملة.
لكن حين حاول إبراهيم التراجع وإيقاف ما يجري، فاجأته وداد بتهديد صادم:
"هفضحك.. وهقول لزوجي إنك أجبرتني على الحرام."
التهديد تحول إلى ضغط، والضغط إلى خطة شيطانية: التخلّص من الزوج.
لم يستطع إبراهيم مقاومة الابتزاز، وأصبح أسيرًا لأوامرها، حتى قرر الاثنان تنفيذ الجريمة.
الجريمة: رحلة بحث عن “اللقية” انتهت بجثة بين الصخور
أوهم إبراهيم صديقه أحمد مجددًا بوجود “كنز أثري كبير” في منطقة جبلية بالكرنك في قنا، وقال له إن ثروتهما الحقيقية تنتظرهما هناك.
وفي 4 نوفمبر 2020، سافر الرجلان من القاهرة إلى جنوب الصعيد، وبدآ السير لمسافة تتجاوز 10 كيلومترات داخل الجبال.
في تلك العزلة القاسية، حيث لا شهود ولا ضوء إلا ما تراه الصقور، نفذ إبراهيم جريمته.
ترك صديقه جثة هامدة بين الصخور، معتقدًا أن الجبال ستبتلع السر، وأن الطبيعة ستمحو آثار الخيانة والقتل.
لكن العدالة لا تضيع… ولا تُدفن تحت التراب.
العدالة تبدأ.. اكتشاف الجثمان وكشف الحقيقة
بعد أيام قليلة، تمكنت فرق البحث من تحديد الجثة، وبدأت الخيوط تتجمع.
وعند القبض على إبراهيم، لم يحتمل الضغوط، فانهار معترفًا بكل شيء، وقال جملته الشهيرة التي سجلتها محاضر التحقيقات:
"أجبرتني على معاشرتها.. ثم أجبرتني على قتل جوزها."
وبعد تتبع التحركات والاتصالات، تم القبض على وداد أيضًا، لتكتمل حلقات القضية.
النهاية: القصاص الذي لا يهرب منه أحد
في 10 فبراير 2022، وقفت وداد وعشيقها أمام محكمة جنايات نجع حمادي، التي أحالت أوراقهما إلى المفتي تمهيدًا للحكم عليهما بالإعدام.
وبذلك يكون القضاء قد أثبت الحقيقة الأزلية:
"لا جريمة كاملة… ولا مجرم يستطيع الهرب من العقاب."
"ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب."





