تقرير إسرائيلي يكشف خفايا ما يحدث في الشرق الأوسط.. نتنياهو يشتعل داخليًا وتركيا تبني محورًا سُنّيًا جديدًا يهدد إسرائيل ومصر
إسرائيل تحذر: الشرق الأوسط يُعاد تشكيله ونتنياهو فقد السيطرة
كشفت تقارير إسرائيلية جديدة، نقلتها القناة 12 العبرية، عن تحولات خطيرة تشهدها المنطقة مؤكدة أن حكومة بنيامين نتنياهو تعيش حالة اضطراب داخلي، بينما يشهد الشرق الأوسط إعادة رسم موازين القوى على نحو يهدد الأمن الإسرائيلي بشكل غير مسبوق منذ حرب أكتوبر 2023.
وكتب المحلل العسكري الإسرائيلي يسرائيل زيف في تقريره أن "نتنياهو عاد إلى إشعال الدولة من الداخل بكل قوته، محاولًا صرف انتباه الرأي العام الإسرائيلي عن الفشل في حرب غزة"، مضيفًا أن الحرب التي بدأت بشعار “النصر الكامل” تتجه بخطوات متسارعة نحو الفشل الكامل.
انهيار المحور الشيعي وصعود المحور التركي
أشار التقرير إلى أن نتائج الحرب الممتدة في غزة وسوريا ولبنان واليمن، أضعفت المحور الشيعي الذي تقوده إيران، ووجهت ضربة قاسية إلى حزب الله و"رأس الأفعى الإيرانية"، وأضعفت كذلك الحوثيين، لكنه أكد أن هذه الضربات لم تحطم المحور كليًا.
وأضافت القناة أن الضربة الأهم كانت في انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، وهو ما اعتبرته نتيجة غير مباشرة للحرب، إذ أدى إلى تفكك الاستمرارية الجغرافية للمحور الإيراني الممتد من طهران إلى بيروت.
وذكرت التقارير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان أول من استغل هذا الانهيار، حيث دعم الثورة السورية بمساندة مباشرة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وبدأ في إعادة تشكيل سوريا الجديدة كدولة تابعة لأنقرة، تُستخدم لخدمة أهدافها الاستراتيجية.

تركيا تبني ميليشيات داعشية جديدة في سوريا
بحسب ما ورد في التقرير الإسرائيلي، فإن تركيا شرعت في تأسيس ميليشيات ضخمة من تنظيم "داعش" داخل الأراضي السورية، حيث تم إنشاء تشكيلين كبيرين يضم كل واحد منهما أكثر من 40 ألف مقاتل، مع وجود نية لتشكيل ميليشيات إضافية.
وتهدف هذه القوات، بحسب التقرير، إلى:
-
منع عودة النفوذ الإيراني الشيعي إلى سوريا.
-
تطويق الأكراد ومواجهتهم دون اتهام تركيا مباشرة.
-
خلق تهديد فعلي لإسرائيل من حدودها الشمالية.
وأوضح التقرير أن الهجمات ضد الدروز توقفت مؤخرًا لتجنّب استفزاز إسرائيل، في حين أن ما يسمى بـ“خط بار ليف” الذي تتباهى به تل أبيب في الجولان لا يملك أي تأثير حقيقي أمام ما يحدث فعليًا في الميدان السوري.
نتنياهو في مأزق.. وتركيا تحصد المكاسب
بحسب التحليل الإسرائيلي، فإن تركيا هي المستفيد الأكبر من أخطاء نتنياهو السياسية والعسكرية.
وأشار التقرير إلى أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة مثّل “هدية مجانية” لقطر، التي حصلت على اتفاقية دفاعية خاصة مع واشنطن، لتسير السعودية الآن في الاتجاه ذاته.
وفي المقابل، نجح أردوغان في استغلال الحدث لصالحه، مستفيدًا من قربه من ترامب والتفاف بعض الزعماء العرب حوله، ما مكّنه من الضغط على نتنياهو ووقف الحرب بالقوة، بل وإجباره على تقديم اعتذار علني لقطر أمام العالم.
غزة الجديدة تحت نفوذ داعش.. لا مكان لحماس
يحذر التقرير من أن أردوغان لا يريد بقاء حركة حماس في غزة، بل يسعى إلى استبدالها بميليشيات داعشية أكثر تطرفًا وتنظيمًا، شبيهة بتلك التي أنشأها في سوريا، ولكن بقدرات أكبر.
ويؤكد أن ذلك سيخلق تهديدًا مزدوجًا، ليس لإسرائيل فقط، بل أيضًا لمصر، وهو ما يمنح تركيا نفوذًا غير مسبوق في المنطقة.
ويرى المحللون الإسرائيليون أن أردوغان يطمح لأن تصبح تركيا “إيران الجديدة” في الشرق الأوسط، ولكن بنسخة سنّية مدعومة من الولايات المتحدة وبقدرات تسليحية متقدمة، منها طائرات F-35 وأنظمة دفاعية حديثة لم تكن متاحة لإيران.
إسرائيل تفقد نفوذها السياسي والإقليمي
وفقًا لتقرير القناة 12، فإن إسرائيل فقدت قدرتها على التأثير الإقليمي نتيجة الانقسامات الداخلية وضعف القيادة السياسية، حيث تحول نتنياهو إلى “دمية سياسية مرتبطة بخيط ترامب”، في الوقت الذي تقود فيه كلٌّ من تركيا والسعودية إعادة تشكيل المنطقة بدوافع اقتصادية وتجارية واستراتيجية.
وأضاف التقرير أن "من يحدد مستقبل غزة اليوم ليس إسرائيل، بل التنافس بين محمد بن سلمان وأردوغان على التقرب من ترامب، فيما تبقى تل أبيب خارج المشهد، عاجزة عن فرض أي رؤية سياسية أو أمنية خاصة بها".
تشكيل شرق أوسط جديد.. ولكن ضد إسرائيل
ختام التقرير جاء تحذيريًا، إذ أشار إلى أن “الشرق الأوسط الجديد يُعاد تشكيله حاليًا، ولكن بطريقة تجعل إسرائيل الخاسر الأكبر”.
فحتى لو حققت إسرائيل “نصرًا ميدانيًا” مؤقتًا، إلا أنها خسرت الحرب السياسية الشاملة، في ظل تحالفات جديدة تقودها تركيا والسعودية وقطر، بينما يقف نتنياهو معزولًا داخليًا وخارجيًا، فاقدًا القدرة على التأثير في المشهد الإقليمي المتسارع.

















