مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: أسس السلام في مهب الريح وخارطة طريق من 5 محاور لإنقاذ الشرق الأوسط

في كلمة قوية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، دقت مصر ناقوس الخطر من الوضع الإقليمي والدولي الراهن، مؤكدة أن الشرق الأوسط يقف على شفير الانفجار، في ظل غياب مقومات السلم والأمن والاستقرار، وعدم احترام الشرعية الدولية، واستمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

تحذيرات القاهرة: بين غطرسة القوة وغياب العدالة

قال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إن الفلسطينيين باتوا ضحية "أبشع الممارسات الإسرائيلية"، من حرب إبادة ضد مدنيين عزّل وتجويع وتهجير ممنهج، محذرًا من أن غطرسة القوة لا تنتهي إلا بكارثة تصيب أصحابها أولًا. وأوضح أن المنطقة تمر بـ منعطف مصيري، فإما العودة إلى العقلانية والشرعية الدولية، أو الانزلاق نحو فوضى عارمة لا يمكن التحكم في نتائجها.

خارطة طريق مصرية من 5 محاور

طرحت القاهرة رؤية شاملة للتعامل مع الأزمات الحالية، تضمنت خمسة محاور رئيسية:

1. إنهاء حرب غزة

• وقف فوري ومستدام لإطلاق النار.

• استئناف إدخال المساعدات دون عوائق لمواجهة المجاعة.

• رفض أي سيناريوهات لتهجير الشعب الفلسطيني باعتباره جريمة تطهير عرقي.

• دعم خطة الإعمار المبكر في غزة وتعزيز دور الأونروا.

• التمسك بحل الدولتين كطريق وحيد للسلام.

2. حلحلة أزمات الشرق الأوسط

• دعم السودان في مرحلته الانتقالية والحفاظ على مؤسساته الوطنية.

• التأكيد على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة في ليبيا وإخراج القوات الأجنبية.

• التمسك بالمرجعيات الدولية لحل أزمة اليمن وضمان أمن البحر الأحمر.

• دعم وحدة الصومال والمشاركة في بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام.

• إدانة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان وسوريا.

3. الوساطة

أكد الوزير أن مصر ستواصل دورها كوسيط محايد وفاعل لتسوية النزاعات بالطرق السلمية، داعية لوقف أي استهداف للمنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية.

4. التعاون

شددت مصر على أن التعاون هو السبيل لتحقيق الأمن المتكافئ والتنمية المشتركة، محذرة من السياسات الأحادية التي تعمّق الأزمات. وهنا أشار عبدالعاطي إلى أزمة سد النهضة، مؤكدًا أن مصر لن تتهاون في حقوقها المائية المشروعة في نهر النيل، ولوحت باللجوء إلى آليات القضاء والتحكيم الدولي.

5. إصلاح المنظمات الأممية

طالبت القاهرة بضرورة إصلاح الأمم المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية لضمان تمثيل عادل ومتوازن للدول النامية، مع رفع الظلم التاريخي عن القارة الأفريقية وزيادة تمثيلها في آليات اتخاذ القرار العالمي.

رسالة مصر إلى العالم: السلام خيار استراتيجي

اختتم الوزير المصري كلمته برسالة مؤثرة للمجتمع الدولي قائلاً:
"يدنا ممدودة بالسلام، فلا تخذلوا أحلام أطفال يتطلعون لمستقبل مشرق، وشباب يرغبون في البناء والتعمير، وشيوخ يرجون حياة كريمة في سلام."

وأكد أن السلام سيظل خيار مصر الاستراتيجي، مشددًا على أن الاستقرار الإقليمي لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يُفرغ أي حديث عن الأمن والسلام من مضمونه.