رئيس الوزراء البريطاني يبرر للإعلام الإسرائيلي قرار الاعتراف بدولة فلسطين

أثار قرار بريطانيا الأخير بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين عاصفة من ردود الفعل الغاضبة في إسرائيل، حيث اعتبرته القيادة الإسرائيلية “مكافأة للإرهاب” في خضم الحرب الدائرة في غزة. وفي محاولة لاحتواء الغضب، وجّه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر حديثًا مباشرًا إلى الإعلام الإسرائيلي، مؤكدًا أن هذه الخطوة لا تستهدف الإضرار بإسرائيل بل تهدف إلى إحياء حل الدولتين وضمان مستقبل أكثر أمانًا للطرفين.
تبريرات ستارمر للقرار
في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، شدد ستارمر على أن الاعتراف بدولة فلسطين:
-
ليس مكافأة لحماس: أوضح أن الحركة لن تكون جزءًا من أي حكومة فلسطينية مستقبلية، وأن بلاده ستواصل فرض العقوبات عليها.
-
ضمان أمن إسرائيل: أكد أن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح، وهو ما طرحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس سابقًا.
-
إحياء عملية السلام: أشار إلى أن بريطانيا اعترفت بإسرائيل قبل 75 عامًا، وحان الوقت للاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة.
-
البعد الإنساني: أعرب عن صدمته من معاناة المدنيين في غزة، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف الهجوم العسكري والسماح بدخول المساعدات.
-
رفض التطرف من الجانبين: قال إن الاعتراف خطوة لقطع الطريق أمام المتطرفين سواء من حماس أو من دعاة طرد الفلسطينيين.
أسلوب الخطاب
جاء خطاب ستارمر بنبرة تصالحية ودبلوماسية، حيث أبدى تفهمه لغضب الإسرائيليين وأكد دعمه لقضيتهم الأمنية، لكنه في الوقت نفسه دعاهم للتفكير في مستقبل مختلف. اعتمد لغة إنسانية عند حديثه عن الرهائن والضحايا، محاولًا أن يظهر كـ"صديق لإسرائيل" يسعى للسلام.
ردود الفعل الإسرائيلية
قوبل حديث ستارمر برفض واسع:
-
رئيس الوزراء نتنياهو وصف الخطوة بأنها “جائزة للإرهاب” وأكد أن دولة فلسطينية “لن تقوم”.
-
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قال إنها “هدية للقتلة”.
-
الإعلام الإسرائيلي اتهم بريطانيا بـ“السذاجة” والانحياز، فيما اعتبر محللون أن القرار “رمزي بلا جدوى” وقد يضر بالمصالح الإسرائيلية.
-
بعض الأصوات النادرة مثل النائب اليساري عوفر كاسيف رحبت بالقرار، لكن الغالبية في إسرائيل أجمعت على رفضه.
بريطانيا تسعى لتغيير قواعد اللعبة الدبلوماسية
كشف حديث ستارمر أن بريطانيا تسعى لتغيير قواعد اللعبة الدبلوماسية عبر الاعتراف بدولة فلسطين كجزء من رؤية أوسع للسلام، لكنه واجه جدارًا من الرفض الإسرائيلي الذي يرى في الخطوة تهديدًا مباشرًا لأمنه. وبينما حاول ستارمر استمالة الرأي العام الإسرائيلي بخطاب ودي، ظل الانقسام واضحًا بين ما تعتبره لندن “خطوة نحو السلام” وما تراه تل أبيب “خطرًا وجوديًا”.