تنياهو يتعهد بالرد على الاعترافات الأوروبية بفلسطين.. ضغوط داخلية وخارجية متصاعدة
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا يؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهّد بالرد على سلسلة الاعترافات الأوروبية الأخيرة بدولة فلسطين، والتي تم الإعلان عنها رسميًا خلال قمة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وجاءت هذه الاعترافات من فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وسان مارينو، لتنضم إلى دول أخرى بينها بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، في خطوة أثارت ردود فعل واسعة داخل إسرائيل وخارجها.
نتنياهو: "الدولة الفلسطينية لن تقوم أبدًا"
أكد نتنياهو في تصريحات علنية أن "الدولة الفلسطينية لن تقوم أبدًا"، في موقف يعكس تمسكه برفض حل الدولتين، بينما صعّد وزراء من اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم دعواتهم لضم الضفة الغربية كخطوة عملية للرد على الاعترافات.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش:
"الرد الوحيد على الخطوة المعادية لإسرائيل هو فرض السيادة على أراضي يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
تحذيرات دولية من الضم
أثار هذا التوجه الإسرائيلي قلقًا واسعًا في العواصم الغربية والعربية، إذ حذّرت بريطانيا عبر وزيرة خارجيتها يفيت كوبر من أي محاولة لضم الضفة الغربية، معتبرة أن ذلك سيؤدي إلى ردود فعل دولية قوية.
وكشف دبلوماسي أوروبي لـواشنطن بوست أن ردود الاتحاد الأوروبي "ستكون مرتبطة بدرجة الرد الإسرائيلي"، وقد تشمل عقوبات تجارية على صادرات المستوطنات.
كما حذرت السعودية من أن أي خطوة ضم ستعني وقف محادثات التطبيع، فيما اعتبرت الإمارات أن الأمر قد يعرّض اتفاقيات إبراهيم للخطر.
عزلة دولية متزايدة لإسرائيل
يرى محللون أن هذه الاعترافات، رغم رمزيتها، تكشف عمق العزلة الدولية التي تواجهها إسرائيل، خاصة مع استمرار الحرب في قطاع غزة وتوسع المستوطنات.
وتخشى إسرائيل من أن الخطوات الأوروبية، إذا اقترنت بإجراءات عملية مثل العقوبات أو حظر التعامل مع منتجات المستوطنات، قد تؤدي إلى ضغط اقتصادي ودبلوماسي غير مسبوق.
خطوات متشددة داخل إسرائيل
من الداخل، طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بـ"تفكيك السلطة الفلسطينية"، بينما لوّح ممثلو المستوطنين بالتصعيد، مهددين بإنشاء بؤر استيطانية جديدة إذا لم ترد الحكومة بقرارات ملموسة.
اللقاء المرتقب مع ترامب
من المقرر أن يلتقي نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض خلال الأيام المقبلة، حيث ستتم مناقشة الخطوات التالية. وأكد نتنياهو أنه سيعلن عن رد إسرائيل الرسمي بعد عودته من واشنطن.
في المقابل، رحبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بالاعترافات الأوروبية، فيما دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن هذه الحملة الدبلوماسية، قائلاً إنها "تعزل حماس وتفتح الطريق أمام دفع محادثات وقف إطلاق النار".

















