سعيد محمد أحمد يكتب : بالضغط الأمريكى .. الجولاني يوقع على اتفاق أمنى مع نتنياهو

توجه أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم القاعدة، ورئيس هيئة تحرير الشام، والرئيس المؤقت لسلطة الأمر الواقع فى سوريا،إلى نيويورك بهدف التوقيع على الاتفاق الأمنى مع اسرائيل تحت ضغط امريكى، وقبيل اجتماع الامم المتحدة، وبما يلبى شروط أمن وسلامه اسرئيل، كما يلبى أيضا رغبة الرئيس الأمريكي ترامب بوصفه صاحب الأنجاز الأكبر فى توسع مخطط الكيان الاسرائيلى، وبما يحفظ ويساهم فى تنفيذ خريطة جديدة تلبى مصالح نتنياهو الأمنية والتوسعية لحكومتة المتطرفة للسيطرة على مقدرات الشعب السورى.
إنسحاب عناصر الجولانى بأسلحتهم الثقيلة الى الداخل من جنوب سوريا
ومن جانب اخر تضمن الأتفاق توفير الحماية للاقليات فى جنوب سوريا" الدروز"، والسماح بحكم فيدرالى لتلك لأهالى محافظة السويداء ، وهو الأمر الذى جرى تنفيذه قبيل ذهاب أسعد الشيبانى وزير ما يسمى بخارجية سوريا وبدعم وتعليمات امريكية " عبر المبعوث المريكى توم باراك ، والأردن ممثل فى وزير الخارجية أيمن الصفدى والسورى أسعد الشيبانى " حول أزمة " السويداء "، ومع إعلان دمشق رسميا إنسحاب عناصر الجولانى بأسلحتهم الثقيلة الى الداخل من جنوب سوريا، وفقا للاتفاق الذى قاده المبعوث الامريكى توم باراك، وباركه الشيبانى مندوب الجولاني، على أن تحتفظ اسرائيل بحرية التدخل فى الأراضى السورية وبما يحافظ على امن وسلامه اسرائيل وبما يشكل فى الوقت ذاتة انتهاكا للاجواء السورية .
توقيع الاتفاق الأمنى مع اسرائيل، بحلول نهاية شهر سبتمبر
فيما يترافق ذهاب الجولانى الى نيويورك، مع ظهورالعميد بالحرس الجمهوري مناف طلاس، "نجل وزير الدفاع السورى الأسبق العماد مصطفى طلاس"، والمنشق منذ عام 2012عن نظام بشار الساقط الهارب، فى العاصمة الفرنسية باريس، والترويج للتصريحات التى أطلقها عبر محاضرة ألقاها فى كلية العلوم السياسية فى العاصمة باريس مؤخرا والمقيم بها منذ انشقاقه عن النظام السورى، حيث كان اعلان فرنسا وبعض من الدول الغربية والخليجية والأقليمية خيارا فرنسيا واوربيا كبديل يجرى طرحة وبقوة، عوضا عن أبو محمد الجولانى" الشرع الجديد"، إذا ما فشل فى تحقيق الشروط الامريكية، وأهمها توقيع الاتفاق الأمنى مع اسرائيل، بحلول نهاية شهر سبتمبر الجارى، وتمهيدا لتوقيع اتفاق السلام مع سوريا وبلا مقابل ، ومن ثم مع لبنان لاحقا،وذلك ضمن مشروع سلام ضبابى يسعى الية ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام، وهو أمر محل شكوك كثيرة بعد اعلان العديد من دول اوروبا رفضها لسياساتة وكذا اعلانهم وعزمهم الأعتراف بالدولة الفلسطينية والتى اعلن رئيس وزراء بريطانيا رسميا اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية .
تشكيل جسم سياسى سورى معارض فى تلك المرحلة الشديدة الخطورة التى تمر بها سوريا
كما ترافق مع الظهور العميد المنشق مناف طلاس،فى ذات التوقيت إعلان المعارض السورى هيثم مناع " أحد أقطاب المعارضة السورية منذ زمن حافظ ومعارضا لحزب البعث "، عن تشكيل جسم سياسى سورى معارض فى تلك المرحلة الشديدة الخطورة التى تمر بها سوريا وتسيطر عليها السلطة الدينية من قبل تنظيمات إرهابية جهادية تكفيرية اجنبية لمواجهة تلك الهجمة التترية المغولية عبر دعوة واصطفاف كافة أطياف المجتمع السورى بمختلف مكوناتة لتشكيل كتله سياسية معارضة تقول لا .. لحكومة الجولاني المؤقتة، ولتتوافق رؤيتة مع رؤية مناف طلاس لسوريا الجديدة، سوريا تقبل الجميع فى وطن واحد يتسع للجميع دون تمييز فى العرق والمذهب والطائفة والكل تحت راية العدالة وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء .
مجلس عسكري موحد وبسلاح واحد ومن ضباط سوريين منشقين لم تلطخ أيديهم بدماء السوريين
على جانب اخر أبدت معظم النخب السورية من أطباء ومهندسين ومثقفين وصحافيين من كافة المحافظات السورية دعمهم لتلك الرؤى وبمشاركة ومباركة " مجلس سوريا الديمقراطى" مسد - الذى يمثل أكراد سوريا، كما طالب مناع بمجلس عسكري موحد وبسلاح واحد ومن ضباط سوريين منشقين لم تلطخ أيديهم بدماء السوريين، وإعادة بناء جيش سورى وطنى من ابناء الشعب بمختلف مذاهبة وطوائفة, ومع حكومة تكنوقراط تقوم بإدارة البلاد، حتى تشكيل دستور جديد واجراء انتخابات رئاسية وان يكون شعار سوريا فى المرحلة القادمة "الدين لله والوطن للجميع".
ويرى العديد من المراقبين أن ظهور العميد مناف طلاس، وأحد أقطاب المعارضة السورية معا، خلال زيارة "الجولاني" الى نيويورك جاء ربما للضغط على الجولانى والأسراع لتغيير سلوكة ومنهجه خلال المرحلة الراهنة والأنتقال بسوريا إلى مرحلة جديدة من التحول السياسى والأجتماعى للدولة السورية، والتخلص من مختلف التنظيمات والخلايا الأرهابية من الجهاديين الأجانب الذين عاثوا فساد وذبحا وسبيا للنساء من الطائفة العلوية ومن الطائفة الدرزية، وليس أدل على ذلك تقارير وكالة "رويترز"، التى اثبتت بالمستندات والوثائق جرائم عناصر الجولاني تجاه معظم المذاهب سواء السنة والشيعة والمسيحيين وقد أيدتها ودعمتها تقارير الأمم المتحدة، وأظهرت مدى تقاعس وكذب نظام الجولانى فى اعلانه عن العدالة الانتقالية ومحاسبة المخطئين لتخرج كافة تقارير الجولانى مفبركة، وربما يكون ظهور مناف طلاس المنافس الاقوى والاكثر قبولا لدى المجتمع الغرب والمجتمع الدولى ومدى ارتباطه بعشرات الالاف من الضباط المنشقين عن النظام ولم تلوث ايديهم بدم السوريين ويحظى بدعم دولى واقليمى وقوى عظمى ، مع تراجع الدعم الغربى والعربى والخليجيى والأقليمى للشرع مؤخرا .
عجز الجولانى فى السيطرة على الأوضاع فى سوريا على مدى قرابة العشرة أشهر لم يتمكن من توفير الحد الأدنى من الامن
وتعقيبا على حقيقة ما جرى ويجرى حاليا فى معظم المدن والمناطق السورية من عمليات قتل واختطاف ونهب واستحلال املاك المواطنين بشكل يومى، لتؤكد عجز الجولانى فى عدم سيطرتة على الأوضاع فى سوريا وانه على مدى قرابة العشرة أشهر لم يتمكن من توفير الحد الأدنى من الامن والأستقرار فى الشارع السورى ،كما جاء اتفاق الدول الثلاث " الولايات المتحدة والاردن وسوريا " ليعبر عن حجم الأحداث التى وصفوها بالمؤسفة والتى شهدتها محافظة السويداء وقبلها فى الساحل السورى مع الطائفة العلوية وانها اعتمدت منهجية شاملة فى تجاوزها لكل المبادىء والأعراف الانسانية .
والمؤكد أن الأشكالية الحقيقية التى يواجهها الطرفين سواء الشعب السورى بمختلف مكوناتة، والسلطة الحاكمة المؤقتة بتطرفها وإرهابها للجميع انهما فقدا قواعد إعادة بناء الثقة بينهما، وهو امر شديد الخطورة والتعقيد وقد يستغرق وقتا طويلا، كى تلتئم الجراح والالام التى عانى ويعانى منها معظم مئات الألاف من السوريين، ووفقا لما يردده البعض من حجم المأساه أن شاهدوالبعض منهم على أيدى ما يسمى العمليات العسكرية من عصابة هيئة تحرير الشام على مدى الشهور التسع الماضية يعادل ما شاهده الكثير من السوريين منذ عقود طويلة .