ترامب يتحدى أوروبا في أوكرانيا.. إيقاف الحرب أولًا قبل ضمان الأمن

في خطوة تخالف التوجهات الأوروبية، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الأولوية القصوى حاليًا يجب أن تكون إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، قبل مناقشة أي خطط لضمان الأمن أو نشر قوات حفظ سلام دولية.
هذا الموقف الذي طرحه ترامب خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يتعارض مع موقف العواصم الأوروبية التي تعتبر ضمان أمن أوكرانيا شرطًا أساسيًا في أي تسوية سياسية للحرب.
قادة الأتحاد الأوربي
ترامب يضع أوروبا أمام تحدٍ جديد في أوكرانيا.. إيقاف الحرب أولًا
يرى ترامب أن إنهاء القتال يجب أن يكون الخطوة الأولى، في حين تصر دول مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا على وضع ضمانات أمنية واضحة لكييف قبل وقف المعارك.
تصريحات ترامب تعكس توجهًا جديدًا في سياسة واشنطن تجاه الأزمة الأوكرانية، حيث يبدو أنه يسعى لإنهاء النزاع بسرعة، مع التركيز على المكاسب الاقتصادية والسياسية من أي اتفاق سلام.
صفقة الموارد.. ترامب يسعى لاستغلال معادن أوكرانيا
بالتزامن مع محاولاته لوقف الحرب، أعلن ترامب عن اتفاق مرتقب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لاستغلال الموارد المعدنية في أوكرانيا، حيث أكد خلال لقائه مع ستارمر أنه سيوقع على الاتفاق يوم الجمعة.
هذا الاتفاق يأتي كجزء من مقايضة بين واشنطن وكييف، حيث يريد ترامب ضمان حصول الولايات المتحدة على مقابل مادي واضح نظير المساعدات العسكرية والاقتصادية الضخمة التي قدمتها بلاده لأوكرانيا خلال الحرب.
وسائل إعلام أوكرانية كشفت أن الاتفاق ينص على إنشاء صندوق مشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، يتم من خلاله استثمار عائدات صفقة الموارد.
لكن اللافت أن الاتفاق لم يتضمن أي ضمانات أمنية واضحة لأوكرانيا، مما يثير قلق المسؤولين الأوكرانيين حول مدى التزام واشنطن بحمايتهم من أي هجوم روسي مستقبلي.
زيلينسكي يعترض ثم يوافق.. صفقة لم تكتمل بعد
في البداية، رفض الرئيس الأوكراني زيلينسكي النسخة الأولية من الاتفاق، معتبرًا أنها غير مناسبة لمصالح بلاده، مما أدى إلى توتر في العلاقات بينه وبين ترامب.
ترامب لم يتردد في التعبير عن غضبه، حيث وصف زيلينسكي لاحقًا بأنه "ديكتاتور"، وهو التصريح الذي أثار جدلًا واسعًا على الساحة الدولية.
ومع ذلك، عاد زيلينسكي وأكد لاحقًا أن التسوية التي تم التوصل إليها تمثل "بداية" لاتفاق مستقبلي أكثر تفصيلًا، لكنه أشار إلى أن نجاح الصفقة يعتمد على المناقشات مع ترامب.
حتى الآن، لم تتضح تفاصيل الاتفاق بالكامل، خاصة فيما يتعلق بالمبالغ المالية المتفق عليها والضمانات الأمنية المطلوبة من قبل أوكرانيا.
لكن ما هو واضح أن أوكرانيا مضطرة الآن للبحث عن طرق لضمان أمنها بعد الحرب، في ظل تراجع الدعم غير المشروط من إدارة ترامب.
ترامب وبوتين.. هل يثق الرئيس الأمريكي في التزام موسكو بالاتفاق؟
من بين التصريحات اللافتة التي أدلى بها ترامب، تأكيده على أنه "واثق" من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحترم أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه مع أوكرانيا.
لكن هذا التصريح قوبل بتشكك كبير من قبل القادة الأوروبيين، الذين يرون أن موسكو لم تلتزم في السابق بأي اتفاقات مماثلة، وأن الثقة في بوتين قد تكون مغامرة محفوفة بالمخاطر.
يبدو أن ترامب يحاول إعادة رسم العلاقة بين واشنطن وموسكو، حيث يسعى إلى إبرام صفقات استراتيجية قد تؤدي إلى تهدئة التوترات بين البلدين.
لكن يبقى السؤال المطروح: هل ستوافق كييف على أي اتفاق دون الحصول على ضمانات أمنية حقيقية، أم أن زيلينسكي سيجد نفسه مضطرًا لقبول شروط ترامب من أجل إنهاء الحرب؟
موقف أوروبا.. تباين في الرؤى مع واشنطن
بينما يركز ترامب على إنهاء القتال أولًا، تصر العواصم الأوروبية على أن أي اتفاق سلام يجب أن يشمل ضمانات واضحة لأمن أوكرانيا.
بريطانيا وألمانيا وفرنسا تعتقد أن موسكو قد تستغل وقف إطلاق النار لإعادة تجميع قواتها والاستعداد لهجوم جديد، وهو السيناريو الذي لا ترغب أوروبا في رؤيته.
لهذا السبب، فإن موقف ترامب من الأزمة الأوكرانية قد يؤدي إلى توترات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، الذين يرون أن الأمن والاستقرار لا يمكن أن يكونا مسألة ثانوية في أي اتفاق سلام.
وبالتالي، قد نشهد في الفترة القادمة نقاشات مكثفة بين البيت الأبيض والعواصم الأوروبية حول كيفية التوصل إلى تسوية مقبولة لجميع الأطراف.
المشهد الآن
ترامب يصر على ضرورة وقف الحرب في أوكرانيا قبل الحديث عن الضمانات الأمنية.
صفقة استغلال الموارد الأوكرانية بين واشنطن وكييف تثير جدلًا واسعًا، خاصة مع غياب أي ضمانات أمنية واضحة.
زيلينسكي وافق على التسوية بعد رفضه الأولي، لكنه لا يزال يحاول الحصول على التزامات أوضح من واشنطن.
ترامب يؤكد ثقته في احترام بوتين لأي اتفاق سلام، وهو ما يشكك فيه القادة الأوروبيون.
الموقف الأوروبي يتباين مع رؤية ترامب، حيث تعتبر أوروبا أن الضمانات الأمنية يجب أن تكون جزءًا من أي تسوية.
إلى أين ستتجه الأزمة الأوكرانية بعد هذه التحولات؟ هل ستتمكن أوكرانيا من تحقيق توازن بين إنهاء الحرب وضمان أمنها؟ وهل ستظل أوروبا على موقفها أم ستتجه نحو تبني سياسة ترامب في التعامل مع النزاع؟