انقسام داخل الليكود.. صراع بين جناح نتنياهو واليمين المتطرف حول ضم الضفة الغربية

تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من الانقسام الحاد داخل حزب الليكود، بعدما كشفت تقارير عبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجّه بعض نواب ووزراء حزبه بعدم الدفع علنًا نحو خطوات ضم الضفة الغربية، في وقت يتصاعد فيه الضغط الدولي بعد اعتراف عدة دول بدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
نتنياهو يحاول كبح جماح الليكود
وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل وموقع i24 نيوز، أصدر مكتب نتنياهو تعليمات واضحة لبعض شخصيات الليكود البارزة، شدّد فيها على أن التصريحات العلنية حول ضم الضفة تضر بمصالح إسرائيل السياسية والدبلوماسية. وأكد أن رئيس الوزراء "يعرف متى وكيف يتصرف"، في إشارة إلى أن توقيت الخطوات المقبلة يخضع لحسابات دقيقة.
تمرد الجناح اليميني المتطرف
ورغم هذه التوجيهات، يصرّ وزراء ونواب في الليكود على الاستمرار في المطالبة العلنية بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، في انسجام مع مواقف وزراء اليمين المتطرف مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش الذين يعتبرون أن اللحظة مواتية لتصفية فكرة الدولة الفلسطينية نهائيًا.
هذا التناقض بين خطاب نتنياهو الحذر وضغط الجناح المتشدد يعكس شرخًا داخليًا في الليكود قد يزداد وضوحًا مع استمرار الاعتراف الدولي بفلسطين.
ضغوط دولية خانقة
تزامن هذا الجدل مع اعتراف بريطانيا وأستراليا وكندا بدولة فلسطين، ما شكّل ضربة سياسية قوية لنتنياهو الذي يحاول تهدئة الأوضاع على الساحة الدولية وعدم الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
لكن في المقابل، يرى الجناح اليميني أن التراجع عن إعلان الضم بمثابة "استسلام" أمام الضغوط الخارجية، وهو ما يزيد من حدة الخلافات داخل الليكود.
مستقبل غامض للحكومة الإسرائيلية
يرى مراقبون أن الانقسام الحالي قد يضعف موقف نتنياهو في الداخل، خاصة مع تزايد الأصوات التي تتهمه بمحاولة كسب الوقت على حساب "المشروع القومي اليهودي". بينما يعتقد آخرون أن نتنياهو يسعى لإدارة التوازنات بين الغرب من جهة، واليمين الإسرائيلي المتشدد من جهة أخرى، لتجنب عزلة سياسية قد تؤثر على مستقبل حكومته.