مكالمات مشبوهة تهز إسرائيل.. الأمن السيبراني يحذر من محاولات تخويف وتجنيد للتجسس

تشهد إسرائيل حالة من الجدل والقلق الأمني بعد تلقي عدد كبير من المواطنين مكالمات هاتفية مسجلة بلغة عبرية ركيكة، تضمنت رسائل تهديدية وأخرى تحاول إقناع المتلقين بالانخراط في أعمال تجسس لصالح جهات خارجية. هذه الظاهرة التي انتشرت خلال الساعات الماضية أثارت حالة من الضجة دفعت المديرية الوطنية للأمن السيبراني والشرطة الإسرائيلية إلى إصدار بيانات عاجلة لطمأنة الجمهور وتوضيح حقيقة الأمر.
الأمن السيبراني: مجرد محاولة تخويف
أوضحت المديرية الوطنية للأمن السيبراني أن هذه المكالمات لا تمثل تهديدًا تقنيًا مباشرًا ولا تسبب أي ضرر للأجهزة المحمولة، مؤكدة أنها مجرد محاولة تخويف وبث للرعب النفسي بين المواطنين في ظل استمرار الحرب.
وذكرت في بيانها أن المكالمات ترد من أرقام تبدأ بالأكواد: 03-6817* و 03-3067*، مشددة على أن الهدف منها هو التأثير على الروح المعنوية وزرع الشكوك والخوف بين الإسرائيليين.
الشرطة: أصابع الاتهام تتجه إلى إيران
من جانبها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن هذه المكالمات تقف وراءها أجهزة المخابرات الإيرانية، ووصفتها بأنها جزء من مساعٍ أكبر لتجنيد إسرائيليين داخل البلاد وخارجها من أجل أنشطة تجسسية وإرهابية، إضافة إلى جمع معلومات استخباراتية.
توصيات عاجلة للمواطنين
أصدرت المديرية الوطنية للأمن السيبراني جملة من التعليمات للمواطنين لتفادي أي مخاطر محتملة:
-
عدم الرد على هذه المكالمات.
-
في حال الرد، يجب قطع الاتصال فورًا.
-
عدم الضغط على أي رقم أثناء المكالمة.
-
التأكيد على أن مجرد الرد لا يسبب أي اختراق أو ضرر للأجهزة.
ليست المرة الأولى
ليست هذه هي السابقة الأولى من نوعها، إذ سبق أن أصدرت المديرية الوطنية للأمن السيبراني قبل نحو ثلاثة أشهر تحذيرًا مشابهًا بعد وصول رسائل نصية (SMS) باللغة العربية إلى عدد من الهواتف داخل إسرائيل، تضمنت روابط تدعو إلى إرسال معلومات حول الحرب عبر تطبيق تلغرام.
وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن هذه الرسائل مصدرها أيضًا جهات مرتبطة بـ الحرس الثوري الإيراني، الذي يحاول التواصل مع مواطنين إسرائيليين وخاصة المتحدثين بالعربية، بهدف الحصول على مصادر معلومات أو خلق قنوات اتصال داخلية.
سلسلة محاولات سابقة
ترى السلطات أن هذه المكالمات والرسائل مجرد حلقة جديدة في سلسلة من الإجراءات التي رُصدت منذ اندلاع المواجهة مع إيران، وتشمل:
-
رسائل كاذبة تهدف إلى نشر الذعر.
-
محاولات لاختراق كاميرات المراقبة المدنية.
-
دعوات مزيفة لتغيير كلمات المرور الخاصة بالبريد أو الحسابات.
المواجهه امتدت إلى الهواتف المحمولة وحياة المواطنين اليومية
هذه التطورات تكشف عن بعد جديد للحرب الإلكترونية والنفسية بين إسرائيل وإيران، حيث لم تعد المواجهة تقتصر على الميدان العسكري بل امتدت إلى الهواتف المحمولة وحياة المواطنين اليومية. وبينما تؤكد السلطات أن التهديد لا يشكل خطرًا تقنيًا، يبقى الجانب النفسي هو الأخطر في هذه الحرب الخفية.