بعد 12 يومًا من القتال بين إسرائيل وإيران.. من الخاسر الأكبر في حرب التهديدات والصواريخ؟

منذ البداية الأولى لانفجار شرارة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل بدا المشهد الإقليمي وكأنه يقف على حافة هاوية وازدادت المخاوف من توسعة رقعت الحرب ... ولكن بعد 12 يومًا متواصلة من الضربات المتبادلة والهجمات الصاروخية التي وصفها الطرفين بالدقيقة بدأت مؤشرات التهدئة في الظهور من جانب الطرفين ..ومع اقتراب وقف إطلاق النار، يطرح المراقبون سؤالًا منطقيا وهو من هو الخاسر الحقيقي في هذه الحرب؟
مطرقة منتصف الليل"
كان اليوم الاو للحرب في13 من يونيو عندما قامت إسرائيل بشن هجومها علي طهران بمساندة أمريكية واضحة وغير ر معلنة كانت البداية عبارة عن ضربات جوية على منشآت نووية إيرانية والهدف المعلن هو مواقع نطنز وفوردو وأصفهان، في عملية وُصفت بـ"مطرقة منتصف الليل"والتي اعتبرتها طهران "إعلان حرب صريحًا". وردّت إيران بعد ساعات من العملية وذلك عبر الحرس الثوري بعملية "بشارة الفتح" التي استهدفت قاعدة العديد الأمريكية في قطر وقواعد أخرى في الجولان المحتل.
حرب إيران وإسرائيل وخسائر متبادلة
نعود الي بداية الحرب فطوال 12 يومًا تبادل الطرفان الضربات الدقيقة جاء ذلك وسط شلل جزئي للحركة الجوية في الخليج العربي وارتفاع أسعار النفط كما توقفت العديد من خطوط الشحن الدولية. إيران من ناحينها استخدمت صواريخ باليستية ومسيّرات دقيقة في قصف مناطق مختلفة بالأراضي العربية المحتلة بينما اعتمدت إسرائيل على القبة الحديدية، وطائرات F-35، في تصديها للهجمات، ولكن الصواريخ الإيرانية وصلت بحسب صور الأقمار الصناعية وماتدوال من فيديوهات مصورة علي مواقع التواصل الأجتماعي إلى أهداف حساسة في عسقلان و"تل هشومير" ومناطق اخري في حيفا وتل أبيب.
الخسائر العسكرية والاقتصادية للاطراف المتنازعة
-
إسرائيل: سجلت في إسرائيل خسائر اقتصادية قدرها متخصصون بـ10 مليارات دولارحيث توقفت 35% من الملاحة الجوية كما سجلت أضرار في منشآت صناعية وعسكرية كما تم إجلاء جزئي لسكان المستوطنات الحدودية.
-
إيران: فبحسب ماتم تداولة تم تدمير ثلاث منشآت نووية بشكل شبه كامل كما شهدت اضطراب في شبكة الكهرباء في عدة مدن ايرانية وتضرر قطاع الطيران المدني في نفس الوقت وان لم يصدر تقرير عن قدر هذة الخاسائر كرقم مالي .
من الرابح ومن الخاسر في هذه الحرب
ويبق السؤل الاكبر وهو من الرابح في هذة المعركة ومن الخاسر من الناحية العسكرية لم تحقق إسرائيل هدفها الأساسي وهو الهدف المعلن وهو إنهاء البرنامج النووي الإيراني كما زعمت كمبرر للأعتداء خاصة بعد تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المنشآت ليست في مرحلة حرجة بالنسبة لإيران فرغم ردها الصاروخي البارز الذي يعتبر مؤثر فإنها لم تنجح في إحداث صدمة استراتيجية كبري له تأثير في القرار الإسرائيلي على المدى البعيد وان كانت قد استطاعت ارسال رسالة الي المقيمين في دولة الأحتلال بكسر ارادة البقاء في أرض الأحتلال
اما علي المستوي السياسي فأن الخسارة الأكبر كانت للدول الوسيطة، وعلى رأسها دول الخليج، التي وجدت نفسها مجددًا في مرمى النيران المحتملة، مع مخاوف من امتداد الحرب إلى أراضيها، خاصة بعد تحذير إيراني مباشر بأن "أي دولة تسمح باستخدام مجالها الجوي للهجوم على إيران ستُعتبر هدفًا مشروعًا".
ما بعد وقف إطلاق النار.. تهدئة أم هدنة مؤقتة؟
ورغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق لوقف إطلاق النار إلا أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين نفت تلقي أي عرض رسمية في هذا الشان مؤكدة أن إيران "لن توقف القتال إلا بضمان سلام دائم"، مما يشير إلى أن الهدوء الحالي قد يكون هدوء مؤقت قد ينهار في أي لحظة من اللحظات .
الدرس القاسي.. وحقيقة الردع بين الطرفين
في نفس الوقت فأن هذه الحرب القصيرة كشفت أن الردع المتبادل بات حقيقة واقعية لا يمكن إنكارها بعد أصبحت واقع وأن أي مواجهة مقبلة قد لا تقتصر على ضربات محدودة بل قد تنزلق إلى مواجهة شاملةيقع من خلالها تهديد أكبر أمن المنطقة بالكامل خاصة في ظل وجود قواعد أمريكية موزعة في الخليج، وأسطول خامس نشط في المياه الإقليمية.