وفد من حركة حماس يقدم واجب العزاء في الضابط القطري ضحية الهجوم الإسرائيلي على الدوحة

زار وفد من حركة حماس أمس الجمعة مجلس عزاء الضابط القطري الوكيل عريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري أحد منتسبي قوة الأمن الداخلي لخويا الذي قتل في الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الدوحة قبل أيام وقد أثارت الحادثة موجة واسعة من التنديد الإقليمي والدولي لما اعتبر اعتداء سافرا يهدد استقرار المنطقة
استهداف الدوحة يمثل تصعيدا خطيرا يحمل رسائل سياسية
هيئة البث الإسرائيلية أفادت أن وفد حركة حماس الذي حضر مجلس العزاء ضم عددا من القادة البارزين منهم عزت الرشق وأسامة حمدان وعبد الكريم سعيد حيث عبروا عن تضامن الحركة مع أسرة الفقيد وعن تقديرهم الكبير لتضحياته مؤكدين أن استهداف الدوحة يمثل تصعيدا خطيرا يحمل رسائل سياسية وأمنية معقدة
الهجوم الإسرائيلي الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي لم يقتصر على استهداف مواقع في العاصمة القطرية بل كان محاولة مباشرة لاغتيال بعض القادة السياسيين لحركة حماس المقيمين في قطر وهو ما يهدد بعرقلة الجهود الدبلوماسية الجارية بدعم أمريكي للتوصل إلى هدنة في غزة تمهيدا لإنهاء الصراع المستمر منذ نحو عامين
التوقيت الذي جاء فيه الهجوم اعتبره مراقبون بالغ الحساسية إذ تزامن مع مساع إقليمية ودولية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة الإنسانية والأمنية في قطاع غزة حيث تلعب الدوحة دورا محوريا في الوساطة بين الأطراف المتنازعة ويعكس استهدافها محاولة لنسف جهود الوساطة وإفشال أي تسوية محتملة
مقتل الضابط القطري بدر سعد محمد الحميدي الدوسري
الضربة العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل الضابط القطري بدر سعد محمد الحميدي الدوسري وهو من عناصر قوة الأمن الداخلي لخويا حيث كان يقوم بمهامه الرسمية ساعة وقوع الهجوم وقد خلفت وفاته حزنا واسعا داخل قطر وخارجها باعتباره أحد حماة الأمن الوطني الذين دفعوا حياتهم ثمنا للعدوان المباغت
ردود الفعل الإقليمية جاءت سريعة وقوية فقد دانت عدة دول عربية وإسلامية الاعتداء الإسرائيلي على العاصمة القطرية معتبرة أنه انتهاك خطير للسيادة الوطنية وتعد صارخ على قواعد القانون الدولي كما أكدت أن مثل هذه الأعمال الاستفزازية لن تجلب سوى مزيد من التوتر والفوضى في منطقة تعيش أصلا أزمات متلاحقة
دلالات سياسية واضحة من قادة حماس بحضور العزاء
على الصعيد الدولي عبرت منظمات وهيئات متعددة عن قلقها البالغ من استهداف قطر الدولة التي تقوم بدور فاعل في محاولات الوساطة والتهدئة معتبرة أن الهجوم يهدد بتوسيع رقعة الصراع ويضعف فرص التوصل إلى حلول سلمية عادلة وشاملة
وجود قادة من حركة حماس في مجلس العزاء حمل دلالات سياسية واضحة إذ اعتبر رسالة تضامن مع الشعب القطري الذي تعرض للعدوان ورسالة تحد لإسرائيل التي سعت من خلال عمليتها إلى ضرب أركان العمل السياسي للحركة في الخارج وقد شدد الوفد على أن هذه الضربات لن تثنيهم عن الاستمرار في نضالهم السياسي والميداني
صورة جديدة من التوتر المتصاعد بين إسرائيل وقطر
المشهد العام بعد هذا الاعتداء يعكس صورة جديدة من التوتر المتصاعد بين إسرائيل وقطر خاصة في ظل الدور الذي تلعبه الدوحة في ملفات حساسة تتعلق بالقضية الفلسطينية حيث تسعى العاصمة القطرية إلى دفع جهود التسوية واحتواء الأزمات الإنسانية في غزة الأمر الذي جعلها هدفا مباشرا لسياسة التصعيد الإسرائيلية
وبينما يستمر الحداد على الضابط القطري الراحل تتجه الأنظار إلى الخطوات المقبلة التي قد تتخذها قطر للرد على الهجوم وحماية أمنها القومي وسط دعوات عربية ودولية إلى ضرورة ضبط النفس والعودة إلى مسار التهدئة لتجنيب المنطقة منزلقات خطيرة قد تؤدي إلى انفجار واسع النطاق