الصباح اليوم
السبت 13 سبتمبر 2025 07:03 صـ 20 ربيع أول 1447 هـ
بوابة الصباح اليوم رئيس التحريرصلاح توفيق
إسرائيل ترفض رسميًا قرار الجمعية العامة بشأن حلّ الدولتين.. ما الذي نصّ عليه «إعلان نيويورك» وكيف صوّتت الدول؟ سيناريو استهداف قادة حماس في الدوحة.. روايات متضاربة وأسئلة مفتوحة عن دور قاعدة العديد ومستقبل الوساطة القطرية اتفاقيات إسرائيل مع العرب في مهب الريح.. اتفاقية أبراهام واتفاقية وادي عربة يديعوت أحرونوت: إسرائيل تحشد آلاف الجنود على الحدود الأردنية وتؤسس فرقة جديدة بعد دروس 7 أكتوبر سعيد محمد أحمد يكتب : سوريا ٠٠ الأوضاع ليست بخير غزة تحت ركام الصور.. ألاقمار الصناعية تكشف منهجية التدمير وأبعاد الكارثة الإنسانية تأجيل دعوى هيفاء وهبي وهاني سامح ضد نقابة الموسيقيين… وراغب علامة يدخل على خط الأزمة قصة العتور علي جثة شاب بجوار ملعب كرة قدم بالكوم الأخضر الشيطانة التي أغوت شابًا ليقتل زوجها في الإسكندرية… تفاصيل الجريمة البشعة علي الماسنجر اختفاء «ثمرة الفراولة» من تمثال «ملكة الفراولة» في الإسماعيلية… القصة الكاملة من بائع خضار إلى بارون الشابو الساقط… القصة الكاملة لحازم العركي الذي أراد دخول البرلمان مدريد تستضيف نهائي دوري أبطال أوروبا 2027 في ملعب ”ميتروبوليتانو”

أسرار السياسة

سيناريو استهداف قادة حماس في الدوحة.. روايات متضاربة وأسئلة مفتوحة عن دور قاعدة العديد ومستقبل الوساطة القطرية

نتنياهو وتميم
نتنياهو وتميم

العدوان الإسرائيلي علي سيادة دولة قطر يجب ان يقلب كافة الاوراق لدي الدول العربية فدولة قطر كانت وسيط بين طرفين بهدف الوصول الي وقف اطلاق النار في غزة وهو مالم يحدث في العالم كله ان تستهدف دولة دولة تقوم بدور الوساطة -- الأمر جد خطير وسابقة عالمية كبري الغملية العسكرية التي قامت بها دولة الأحتلال قتحت الباب واسعًا للتكهنات حول ملابسات العملية ودلالاتها السياسية والأمنية. وبينما تتحدث روايات الحركة عن “كمين” أُحبط في اللحظة الأخيرة، تؤكد تقارير دولية أن الضربة الجوية كانت قرارًا إسرائيليًا منفردًا هزّ ثقة عواصم خليجية بجدوى المظلة الأمنية الأمريكية وألقى بظلال ثقيلة على دور قطر كوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وفي ما يلي قراءة صحفية مطوّلة تجمع بين الوقائع المتداولة والسيناريوهات المرجّحة مع التنبيه إلى ما لم يُحسم رسميًا حتى الآن.

ماذا تقول روايات الحركة؟

وفق رواية متداولة لدى أوساط حماس، تلقى وفدها المفاوض دعوة لاجتماع “استثنائي” داخل فيلا خاصة بدلًا من المعتاد في برج الفندق. هذا التغيير غير المألوف أثار شكوكًا لدى قيادة الوفد، فتم—بحسب الرواية—إرسال عناصر تأمين وحارس شخصي حاملين هواتف قيادية تخص خالد مشعل وخليل الحية إلى داخل الموقع المطلوب. وتقول الرواية إن القصف الجوي وقع بعد دخول الهواتف بدقائق، ما أدى إلى تدمير المبنى المستهدف، بينما كان القادة الفعليون في مكان آخر، فنجوا من الاستهداف.
هذه التفاصيل—ومنها عدد الذخائر ونقطة الانطلاق وآلية تتبع الهواتف—لا تزال غير مثبتة رسميًا، وتُنقل في معظمها عن مصادر إعلامية وشهود عيان، لذا تُدرج ضمن السيناريوهات وليس الحقائق النهائية.

ما الذي يرجّحه مراقبون دوليون؟

تميل تقديرات مراكز بحث وإعلام غربي إلى أن الضربة قرار إسرائيلي مرتبط بقراءة تل أبيب لمعادلة الضغط التفاوضي، وأن واشنطن لم تكن بصدد إدارة “فخ”، بل أُخطرت—وفق تلك التقديرات—متأخرًا، ما قيّد أي ردٍّ سياسي أو عسكري فوري. وفي حين التزمت الدوحة خطاب الإدانة لانتهاك سيادتها، انصبت الأسئلة على كيف جرى التنفيذ تقنيًا فوق عاصمة خليجية شديدة التحصين بالرقابة والاستشعار.

لماذا لم تتصدَّ قاعدة العديد أو سلاح الجو القطري؟ ثلاث زوايا تفسّر المشهد

وظيفيًا
وجود القيادة الجوية المشتركة (CAOC) في قاعدة العديد لا يعني تلقائيًا اعتراض أي وسائط جوية ثالثة داخل المجال القطري. قواعد الاشتباك قرارات سيادية عالية الحساسية تتداخل فيها اعتبارات العلاقات الثنائية والالتزامات الدولية ومخاطر التصعيد.

عمليًا
تؤكد تصريحات رسمية قطرية أن الطائرات لم تُكتشف راداريًا في الوقت المناسب، ما يقلّص هامش الرد اللحظي. كما يرجّح محللون أن الدوحة، رغم امتلاكها أسطولًا حديثًا، لن تنزلق إلى اشتباك مباشر قد يجر المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، خصوصًا داخل أجواء مدينة مأهولة.

سياسيًا
اعتراضٌ عسكري مباشر على طائرات إسرائيلية فوق الدوحة كان سيعني تصعيدًا إقليميًا بالغًا ويضع واشنطن والدوحة أمام معادلة معقّدة، في وقت تعمل فيه قطر كوسيط محوري بملف الأسرى والتهدئة. لذلك فضّلت العواصم المعنية—على ما يبدو—احتواء الحدث سياسيًا بدل توسيع نطاقه عسكريًا.

تفاصيل ما يزال الجدل حولها قائمًا

  • آلية الاستهداف: هل تم الاعتماد على تتبّع إشارات اتصالات، أم مراقبة بشرية، أم مزيجًا من وسائل الاستطلاع؟ لا بيانًا فنيًا قاطعًا حتى الآن.

  • عدد الذخائر ونوعها: تتراوح التقديرات بين عدة صواريخ إلى أكثر، مع صور لدمار كبير في مبنى أو أكثر ضمن مجمّع سكني/مكتبي.

  • مدى علم واشنطن المسبق: تشير تسريبات دبلوماسية إلى إخطارات متأخرة، لكن دون وثائق علنية تحسم نسبة العلم والتوقيت.

أثر العملية على الوساطة القطرية ومسار التهدئة

أدّى الاستهداف داخل عاصمة وسيط إلى اهتزاز مناخ الثقة الضروري لأي حوار. قطر—التي توازن بين دور الوسيط وعلاقاتها الدولية—تواجه الآن تحدّي استعادة الضمانات للوفود، سواء عبر ترتيبات أمنية أشد صرامة (أماكن ثابتة، بروتوكولات دخول، تحييد أجهزة الاتصالات) أو عبر تفاهمات مكتوبة مع الأطراف الضامنة لتجنّب تكرار المشهد. أي فشل في ذلك قد ينعكس مباشرة على إيقاع مباحثات وقف إطلاق النار وصفقات الأسرى.

الارتدادات الإقليمية: أمن الخليج وثنائية الردع والثقة

خلّفت الضربة صدمة خليجية وشكوكًا متزايدة في كفاءة مظلة الحماية الأمريكية عند لحظات الاشتباك الرمادية. ومن منظور أوسع، يعيد الحدث تسليط الضوء على معضلة الأمن الإقليمي:

  • ردع عمليات “ما دون الحرب” التي تُنفَّذ بعتاد دقيق ونافذة زمنية قصيرة.

  • تعقيد إدارة المجال الجوي في مناطق مأهولة قرب بنى تحتية سيادية.

  • تدفق التهديدات المتشابكة من تهريب وتسليح عابر للحدود إلى استهدافات نوعية قصيرة الذيل زمنيًا.
    هذا كله يضغط باتجاه تطوير عقيدة إنذار مبكر مشتركة وأطر اشتباك أكثر وضوحًا بين دول الخليج وشركائها.

قراءة سياسية: ما الذي أرادت تل أبيب قوله؟

إذا صحّ أن قرار الضربة إسرائيلي منفرد، فالمغزى السياسي هو نقل معركة الضغط إلى مساحة غير متوقعة ورسالة مزدوجة: إظهار يدٍ طويلة قادرة على الضرب خارج الجبهات التقليدية، وفرض معادلة “كلفة تفاوض” أعلى على خصومها. لكن الثمن الدبلوماسي كان واضحًا: إدانات متصاعدة، تضعضع في مسارات التطبيع، وأسئلة قاسية في العواصم المعنية عن جدوى المخاطرة بالعلاقات من أجل مكسب تكتيكي غير حاسم.

سيناريوهات مقبلة محتملة

  1. احتواء سياسي مشروط
    إدانة دبلوماسية وتطمينات أمنية إضافية للوفود، مع استمرار الوساطة القطرية ضمن بروتوكولات أكثر صرامة.

  2. تباطؤ التفاوض
    تعليق جلسات أو ترحيلها إلى دولة ثانية “أكثر تحصينًا” حتى يبرد المشهد أو تتضح ضمانات جديدة.

  3. تصعيد متبادل “تحت العتبة”
    استهدافات موضعية متبادلة ورسائل ردعية غير معلنة، ما يطيل أمد الحرب الدبلوماسية ويقلّص فرص اختراق كبير في ملف الأسرى والتهدئة.

بيئة تتغير فيها قواعد الاشتباك بسرعة أكبر من قدرة الأنظمة التقليدية

المؤكّد حتى اللحظة: وقوع استهداف جوي في الدوحة طال مواقع مرتبطة بقيادات من حماس ولم يُصِب الصفّ الأول بحسب معظم الروايات المتداولة، مع أسئلة معلّقة حول آلية التنفيذ ودور أطراف خارج إسرائيل. أما حكاية “الفخ الأمريكي” و“خدعة الهواتف” فهي—حتى يُثبت عكس ذلك—روايات غير محققة تنتمي إلى خانة السيناريو لا البيان الرسمي. وفي كل الأحوال، رفع الحدث كلفة الوساطة وعمّق النقاش الخليجي حول التكيّف الأمني في بيئة تتغير فيها قواعد الاشتباك بسرعة أكبر من قدرة الأنظمة التقليدية على الاستجابة.

موضوعات متعلقة