الموساد يدخل على خط التحقيقات في هجوم أستراليا.. أبعاد أمنية وتداعيات سياسية دولية
كشفت قناة i24 العبرية أن جهات أمنية إسرائيلية، على رأسها جهاز الموساد، تشارك فعليًا في التحقيقات الجارية بشأن الهجوم المسلح الذي هز الشارع الأسترالي وأثار صدمة واسعة على المستويين الداخلي والدولي.
ويأتي هذا التحرك في وقت تتصاعد فيه المخاوف الإسرائيلية من امتداد التهديدات الأمنية خارج الشرق الأوسط، وسط توتر إقليمي متزايد وحساسية بالغة تحيط بالفعاليات اليهودية حول العالم، خاصة بعد حرب غزة وما تبعها من تصاعد غير مسبوق في حوادث العنف والاستهداف.
تحقيقات مفتوحة دون حسم للجهة المنفذة
وبحسب ما أفادت به القناة العبرية، فإن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولية، حيث تقوم الأجهزة المختصة بدراسة جميع الفرضيات المحتملة، دون التوصل حتى الآن إلى استنتاج قاطع بشأن الجهة المنفذة.
وأوضحت القناة أن السيناريوهات المطروحة تشمل:
-
فرضية العمل الفردي المحلي
-
احتمال تورط جهات خارجية
-
الاشتباه بوجود دعم أو توجيه من أطراف إقليمية
ومن بين الأسماء التي تخضع للفحص والتحليل، أشارت القناة إلى إيران وحزب الله، دون تقديم أدلة حاسمة، في إطار ما وصفته بـ«التحقيقات متعددة المسارات».
تحذيرات إسرائيلية سابقة وتحركات استخباراتية
كشفت i24 أن إسرائيل كانت قد نقلت خلال الأشهر الماضية تحذيرات أمنية رسمية إلى جهات دولية، من بينها أستراليا، بشأن ما تصفه بوجود بنى تحتية “إرهابية” نشطة داخل الأراضي الأسترالية.
وبحسب التقرير:
-
التحذيرات شملت نشاطات مرتبطة بإيران
-
تضمنت معلومات استخباراتية عن خلايا أو شبكات دعم لوجستي محتملة
-
ركزت على استهداف مؤسسات وشخصيات يهودية
ويُنظر إلى دخول الموساد على خط التحقيقات باعتباره مؤشرًا على أن تل أبيب تتعامل مع الحادث بوصفه تهديدًا استراتيجيًا يتجاوز البعد الجنائي المحلي.
حالة استنفار في الأوساط اليهودية العالمية

على خلفية هذه التطورات، أفادت القناة بأن حركة “حاباد” اليهودية وعددًا من الجاليات اليهودية حول العالم قررت رفع مستوى التأهب الأمني خلال فعاليات إضاءة شموع عيد الحانوكا.
وشملت الإجراءات:
-
تشديد الحراسة على المعابد
-
تقليص بعض الفعاليات العامة
-
التنسيق المباشر مع الأجهزة الأمنية المحلية
-
مراجعة خطط الطوارئ والتأمين
ويعكس هذا الاستنفار مخاوف حقيقية من تكرار الهجمات، خاصة في ظل تزايد ما تصفه إسرائيل بـ«التهديدات العابرة للحدود».
أبعاد سياسية تتجاوز أستراليا
يرى محللون أن مشاركة الموساد في التحقيقات تحمل دلالات سياسية وأمنية عميقة، من بينها:
-
تدويل قضية الهجوم أمنيًا
-
ربط الحادث بالسياق الإقليمي المتوتر
-
تعزيز خطاب إسرائيل حول “التهديد الإيراني العالمي”
-
الضغط على الدول الغربية لتشديد التعاون الاستخباراتي
كما يُتوقع أن تؤدي هذه التطورات إلى مراجعة شاملة للسياسات الأمنية الأسترالية المتعلقة بحماية التجمعات الدينية، خاصة في ظل تزايد الاستهدافات ذات الطابع الأيديولوجي.
تحول الحادث من واقعة أمنية محلية إلى ملف ذي أبعاد دولية
بينما لا تزال التحقيقات جارية دون حسم نهائي، فإن دخول جهاز الموساد على خط هجوم أستراليا يعكس تحول الحادث من واقعة أمنية محلية إلى ملف ذي أبعاد دولية معقدة، تتداخل فيه الاستخبارات، والسياسة، والصراع الإقليمي.
وفي ظل استمرار التوتر العالمي، يبدو أن الهجوم فتح بابًا جديدًا من الأسئلة حول أمن الجاليات، وحدود الإرهاب، ودور الأجهزة الاستخباراتية خارج حدودها التقليدية.
















