من هو منفذ هجوم سيدني؟ تفاصيل الخلفيات والمسار الدموي وأبعاد الحادث
شكّل هجوم إطلاق النار الذي استهدف تجمعًا يهوديًا خلال احتفالات عيد “حانوكا” على شاطئ بوندي في مدينة سيدني الأسترالية واحدة من أخطر العمليات الإرهابية التي شهدتها أستراليا في السنوات الأخيرة، ليس فقط بسبب عدد الضحايا الكبير، بل أيضًا بسبب الخلفيات المعقدة لمنفذ الهجوم والتداعيات الأمنية والسياسية التي أعقبت الواقعة.
ومع تتابع التحقيقات، بدأت تتكشف ملامح شخصية منفذ الهجوم، ومسار تطرفه، والبيئة الاجتماعية التي نشأ فيها، ما أعاد الجدل حول ظاهرة “الذئاب المنفردة” وخطورة الهجمات الانغماسية في المجتمعات الغربية.
هوية منفذ هجوم سيدني
أعلنت الشرطة الأسترالية أن أحد منفذي الهجوم يدعى نافيد أكرم، ويبلغ من العمر 24 عامًا، ويقيم في جنوب غرب مدينة سيدني، وهي منطقة تُعرف إعلاميًا بـ«حي المهاجرين» نظرًا للتنوع العرقي والديني الكبير فيها.
ووفق المعلومات الأولية:
-
كان يعمل عامل بناء بشكل متقطع
-
لا ينتمي رسميًا إلى أي تنظيم إرهابي معروف
-
لم يكن يشغل وظيفة مستقرة
-
عاش حياة اجتماعية هامشية
-
معروف لدى الأجهزة الأمنية بدرجة منخفضة من المتابعة
-

وأكدت السلطات أن أكرم قُتل خلال الاشتباك أو كان من بين القتلى، دون الإفصاح في البداية عن تفاصيل دقيقة حول لحظة مقتله، في إطار التحقيقات الجارية.
الخلفية الاجتماعية والنفسية
بحسب مصادر أمنية وإعلامية أسترالية:
-
نشأ نافيد أكرم في بيئة مضطربة اجتماعيًا
-
عانى من تفكك أسري وضغوط اقتصادية
-
أظهر خلال السنوات الأخيرة ميولًا عدائية على مواقع التواصل الاجتماعي
-
تأثر بخطاب الكراهية والعنف المنتشر على الإنترنت
ويرجح مختصون في شؤون التطرف أن أكرم يمثل نموذجًا لما يُعرف بـ**“الذئب المنفرد”**، وهو شخص لا يرتبط تنظيميًا بجماعة إرهابية، لكنه يتبنى أفكارًا متطرفة ويدخل في دائرة العنف دون توجيه مباشر.
من التطرف إلى التنفيذ
تشير التحقيقات الأولية إلى أن منفذ الهجوم:
-
خطط للهجوم بشكل فردي
-
استخدم سلاحًا ناريًا سهل الإخفاء
-
اختار تجمعًا دينيًا مفتوحًا لضمان أكبر عدد من الضحايا
-
نفذ الهجوم بطريقة انغماسية (القتال حتى الموت أو الاعتقال)
وتُعد هذه الطريقة من أخطر أساليب العمليات الإرهابية، لأنها:
-
لا تتطلب بنية تنظيمية
-
يصعب رصدها استخباراتيًا
-
تعتمد على عنصر المفاجأة
-
تنتهي غالبًا بسقوط عدد كبير من القتلى
لماذا شاطئ بوندي؟
اختيار شاطئ بوندي لم يكن عشوائيًا:
-
مكان سياحي شهير
-
مفتوح ومزدحم
-
يشهد فعاليات عامة
-
صعوبة فرض طوق أمني كامل
كما أن إقامة احتفال يهودي علني بعيد حانوكا جعل الموقع هدفًا رمزيًا، خاصة في ظل تصاعد التوتر العالمي المرتبط بالحرب في غزة، وارتفاع حوادث معاداة السامية في عدد من الدول الغربية.
هل كان معروفًا للأجهزة الأمنية؟
أقرت وكالة الاستخبارات الأمنية الأسترالية (ASIO) بأن:
-
أحد منفذي الهجوم كان معروفًا لديها
-
لكن لم يُصنف كتهديد مباشر ووشيك
-
لم تتوفر معلومات استخباراتية كافية لمنع الهجوم مسبقًا
وهذا الاعتراف فتح نقاشًا واسعًا داخل أستراليا حول:
-
فعالية آليات التقييم الأمني
-
الفجوة بين الرصد والتنفيذ
-
خطورة الأفراد غير المرتبطين بتنظيمات
حصيلة دموية وصدى عالمي
أسفر الهجوم عن:
-
مقتل 16 شخصًا وفق آخر حصيلة رسمية
-
إصابة أكثر من 40 آخرين
-
بينهم نساء وأطفال
وأدى الحادث إلى:
-
تشديد أمني عالمي حول احتفالات حانوكا
-
إدانات دولية واسعة
-
تصاعد الجدل السياسي حول الإرهاب الداخلي
-
إعادة النظر في أمن الفعاليات الدينية
الأبعاد السياسية والأمنية
لم يكن هجوم سيدني مجرد جريمة جنائية، بل:
-
حدث أمني ذو أبعاد سياسية
-
استُخدم في نقاشات الهجرة والتطرف
-
أعاد ملف الإرهاب الفردي إلى الواجهة
-
كشف هشاشة الأمن في الفعاليات المفتوحة
ويرى محللون أن ملف نافيد أكرم سيظل حاضرًا في:
-
التقارير الأمنية المستقبلية
-
مناهج مكافحة التطرف
-
سياسات المراقبة الرقمية
عامل بناء شاب يعيش على هامش المجتمع
من عامل بناء شاب يعيش على هامش المجتمع، إلى منفذ واحد من أكثر الهجمات دموية في تاريخ سيدني الحديث، تكشف قصة نافيد أكرم كيف يمكن للتطرف الفردي، حين يُترك دون مواجهة فكرية وأمنية حقيقية، أن يتحول إلى كارثة إنسانية تهز دولة بأكملها وتترك آثارًا سياسية وأمنية تتجاوز حدودها.












