للمرة الألف :مصر تحذر من مخطط إسرائيلي لإفراغ غزةو لا سلام دون دولة فلسطينية

أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن قلق بلاده العميق إزاء ما وصفه بـ"المسعى الإسرائيلي المتعمد لإفراغ قطاع غزة من سكانه"، مشدداً على أن القاهرة لن تقبل بأي محاولة لفرض التهجير القسري كأمر واقع ووصف خلال كلمتة ما يحدث في غزة بأنه جريمة حرب ممنهجة تستهدف مستقبل الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال كلمة الوزير عبد العاطي في منتدى أوسلو 2025 المنعقد في العاصمة النرويجية، والذي يركّز في نسخته لهذا العام على سبل إنهاء النزاعات عبر الوساطة السياسية، بمشاركة عدد من وزراء الخارجية والخبراء الدوليين.
دمار ممنهج واستراتيجية خنق
وفي كلمته بجلسة "مستقبل مختلف للشرق الأوسط"، أشار عبد العاطي إلى أن قطاع غزة يشهد تدميرًا واسع النطاق للبنية التحتية، وتقييدًا متعمداً لحركة السكان، وممارسات تهدف إلى دفعهم نحو مغادرة القطاع قسراً. واعتبر الوزير أن عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل متعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
وقال:
"هذا ليس مجرد عدوان عسكري، بل سياسة تهجير ممنهجة تُمارَس تحت غطاء العمليات العسكرية، والهدف منها واضح: فرض واقع ديموغرافي جديد في غزة لصالح المشروع الاستيطاني التوسعي".
القدس والضفة.. التوتر يتصاعد
وتطرق زير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، مشيرًا إلى تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023، بما يشمل الاقتحامات المتكررة، عمليات الهدم، والاستيطان غير المشروع، وعنف المستوطنين، مشيرًا إلى أن "هذه الممارسات تغذي بيئة الكراهية وتنسف أي أفق لحل سلمي".
موقف مصر: لا سلام بدون دولة
وأكد وزير الخارجية المصري أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مجددًا تمسك بلاده بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
كما دعا عبد العاطي دول العالم إلى الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، مؤكداً أن "الاعتراف لا يجب أن يُربط بالتسوية السياسية، بل هو خطوة لازمة لتصحيح الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني".
جهود مصر في غزة
واستعرض الوزير عبد العاطي دور مصر المحوري في محاولات وقف إطلاق النار وفتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات، مؤكدًا أن القاهرة تبذل جهوداً مضنية من أجل إنهاء العدوان والتخفيف من معاناة سكان غزة.
وأشار إلى أن مصر أطلقت مبادرة عربية في القمة الاستثنائية بالقاهرة بتاريخ 4 مارس 2025، لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي حظيت بدعم واسع من الدول العربية والإسلامية، وأن القاهرة ستنظّم مؤتمراً دولياً للإنعاش وإعادة الإعمار فور وقف الأعمال العدائية.
دور منتدى أوسلو
وينعقد منتدى أوسلو 2025 وسط تصاعد الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أدت بحسب تقارير أممية إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتدمير أكثر من 60% من القطاع، إلى جانب تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية.
يُذكر أن المنتدى يعد منصة رفيعة المستوى لمناقشة الأزمات العالمية وتعزيز جهود الوساطة. وتركز أعماله هذا العام بشكل خاص على الوساطة لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.