فضيحة زاهي حواس في بودكاست جو روجان: جدل عالمي بين الدفاع عن الحضارة والاتهامات بالفشل الإعلامي

تحوّلت حلقة زاهي حواس على بودكاست "جو روجان"، أحد أشهر برامج البودكاست في العالم، إلى عاصفة من الجدل والانتقادات، ما بين اتهامات بسوء التحضير وضعف الحجة، وردود دفاعية من حواس الذي اعتبر نفسه في موقع "المدافع عن تاريخ مصر ضد نظريات المؤامرة".
مفاجآت غير متوقعة في لقاء مُرتقَب
ظهر زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، المعروف بلقب "حارس الحضارة المصرية"، في حلقة من برنامج The Joe Rogan Experience الذي يتابعه ملايين حول العالم. كانت التوقعات عالية، خصوصًا مع حديث منتظر حول بناء الأهرامات، أحد أكثر المواضيع إثارة للجدل على الساحة الأثرية والإعلامية.
لكن الصدمة بدأت عندما سأله روجان بشكل مباشر:
"أين الدليل على نظريتك عن بناء الأهرامات؟"
ليجيب حواس بثقة:
"الدليل في كتابي."
وحين طلب منه روجان إحضار الكتاب، قال إنه "موجود على جهاز الكمبيوتر الخاص به... في لاس فيغاس"!
ردود بدت لكثيرين سطحية ومشتتة، دون مستندات، أو عرض بصري، أو حتى اقتباسات علمية، ما فتح الباب أمام موجة انتقادات وُصفت بأنها "سقوط إعلامي" لعالم الآثار الأشهر في مصر.
تعليقات صادمة من روجان والجمهور
بعد الحلقة، لم يخفِ جو روجان استياءه، حيث قال ساخرًا:
"ربما تكون هذه أسوأ حلقة بودكاست قدمتها في حياتي... لكنها جيدة فقط لأني واجهت شخصًا ضيق الأفق يتولى حراسة كل المعرفة عن مصر."
أما جمهور البرنامج، فقد انقسم بين من رأى في اللقاء استهزاءً غير مبرر بتاريخ مصر، ومن اعتبر أن زاهي حواس لم يكن على مستوى الحوار، خصوصًا في ظل غياب أي وثائق علمية أو تفنيد مقنع لنظريات روجان.
زاهي حواس يرد: "أنا واجهت روجان بقوة"
في رد مباشر على الحملة ضده، خرج حواس بتصريحات تلفزيونية، أوضح فيها أن الخلاف بينه وبين أحد المقربين من روجان ليس جديدًا، بل يعود لعامين، حين هاجم أفكارًا تنسب بناء الأهرامات إلى "أشخاص من مدينة أتلانتس".
وأضاف:
"لقد دافعت عن الحضارة المصرية بكل قوة، ورفضت حديث روجان عن السحرة أو الفضائيين كمَن بنوا الأهرامات. كيف يمكن لصحفي مثل روجان أن يستضيفني دون أن يقرأ كتابي الذي بيع منه ملايين النسخ؟"
كما أشار إلى أنه استعرض الأدلة العلمية التي تثبت أن العمال المصريين القدماء هم من شيّدوا الأهرامات، وذكّر باكتشافه مقابر العمال كدليل أثري دامغ على ذلك.
إنجازات حواس في الميزان
حواس أكّد أنه ألّف أكثر من 60 كتابًا تُرجمت إلى 16 لغة، وكتب ما يزيد عن 250 ألف مقال علمي، وقال إنه يمثل مصر في الخارج بكل فخر. كما تحدّث عن مشاركته في حلقة مع صانع المحتوى العالمي "مستر بيست" والتي حققت أكثر من 193 مليون مشاهدة، موضحًا أن الهدف منها كان الترويج السياحي لمصر.
نهاية مفتوحة… من يحكم؟
رغم أن المواجهة على بودكاست جو روجان كشفت عن تفاوت واضح في الخطاب والتحضير، إلا أن الجدل لم يحسم لصالح طرف بعينه. البعض يرى أن حواس دافع بشراسة عن حضارة بلاده، والبعض الآخر يعتبر أن ظهوره الإعلامي لم يكن على قدر المسؤولية، خصوصًا حين يتعلق الأمر بصورة مصر أمام العالم.
وفي النهاية، تظل الحضارة المصرية العظيمة أكبر من أي شخصية، وتحتاج إلى خطاب علمي عصري قادر على مخاطبة العقل الغربي بمنهجية، لا بمجرد الشعارات.