حادث غامض في ميناء بورتسودان.. شركة أمن بريطانية تفتح تحقيقًا وتعد بكشف التفاصيل قريبًا

كشفت شركة "أمبري" البريطانية المتخصصة في الأمن البحري، عن واقعة غامضة وقعت في ميناء بورتسودان، الميناء الرئيسي على الساحل الشرقي للسودان، دون أن تفصح حتى الآن عن طبيعة الحادث أو تفاصيله، في ظل حالة من الترقب والقلق داخل الأوساط البحرية والاقتصادية.
وقالت الشركة، في بيان مقتضب أصدرته اليوم الثلاثاء، إنها "على علم بواقعة حدثت في ميناء بورتسودان"، مؤكدة أنها تجري تحريات دقيقة للتحقق من الحادث، وأنها ستعلن عن أي معلومات إضافية حال توفرها، دون أن توضح ما إذا كان الحادث أمنيًا أو فنيًا أو متعلقًا بشحن أو تفريغ البضائع.
أمبري: شركة أمنية بريطانية موثوقة في المجال البحري
تعتبر شركة "أمبري" (Ambrey) من بين أبرز شركات الأمن البحري في العالم، وتقدم خدماتها للعديد من شركات الشحن والنقل البحري في المناطق عالية المخاطر، بما في ذلك البحر الأحمر وخليج عدن وسواحل أفريقيا الشرقية. وتتمتع بسجل حافل في مراقبة التهديدات البحرية، مثل القرصنة، والتهريب، والحروب الأهلية، والتوترات الجيوسياسية.
ميناء بورتسودان.. أهمية استراتيجية وسط الفوضى
يمثل ميناء بورتسودان البوابة البحرية الأساسية للسودان، ويكتسب أهمية متزايدة في ظل الحرب الأهلية الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023. وقد أصبح شريان الحياة الرئيسي للسلع والبضائع والمساعدات، بعد أن تضررت الموانئ والمطارات الأخرى جراء النزاع.
وفي ظل هذا المشهد، تزايد الاعتماد على بورتسودان كمقر للوزارات الحكومية، ومركز لوجستي وحيد يعمل بشكل نسبي، وسط انهيار مؤسسات الدولة في الخرطوم ومناطق واسعة من البلاد.
الواقعة تثير التساؤلات
غياب التفاصيل حول طبيعة الحادث أثار العديد من التساؤلات، خاصة في ظل التوترات الأمنية المحيطة بالساحل السوداني، والوجود الدولي المتزايد في المنطقة، سواء من خلال سفن شحن أو سفن مراقبة.
ويرى خبراء في الأمن البحري أن الواقعة قد تتعلق إما بمحاولة تهريب، أو تهديد أمني لواحدة من السفن الراسية، أو حتى حادث داخلي يتعلق بالبنية التحتية للميناء، كحريق أو انفجار عرضي.
وفي هذا السياق، قال محلل شؤون البحر الأحمر، خالد عبدالسلام، إن "توقيت الواقعة يثير القلق، خاصة وأن ميناء بورتسودان هو المنفذ البحري الوحيد المتبقي حاليًا تحت سيطرة الحكومة السودانية، وأي خلل أمني فيه سيؤثر مباشرة على الإمدادات الغذائية والطبية".
حاجة ماسة إلى الشفافية
ينتظر العديد من المتابعين، خاصة من العاملين في قطاع الملاحة والنقل، توضيحًا رسميًا من الشركة البريطانية أو من السلطات السودانية، حول تفاصيل الواقعة، خصوصًا في ظل قلة المعلومات الرسمية الواردة من الميناء، وانقطاع بعض وسائل الاتصال.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي التعتيم الإعلامي إلى انتشار الشائعات، في وقت يعاني فيه السودان من انهيار شبه كامل في مؤسساته، مما يجعل أي حادث أمني – ولو كان محدودًا – عامل ضغط إضافي على بلد منهك.
حادث بورتسودان الغامض.. إشارات خطر أم إنذار مبكر؟
رغم محدودية المعلومات، فإن إعلان شركة أمن دولية بحجم "أمبري" عن وقوع حادث في ميناء استراتيجي مثل بورتسودان، يكشف عن مخاطر حقيقية تحيط بالملاحة البحرية في البحر الأحمر، وضرورة توفير حماية دولية للموانئ في الدول التي تعاني من نزاعات داخلية.
ويبقى السؤال:
هل نشهد تصعيدًا أمنيًا جديدًا في شرق السودان؟
أم أن الأمر يتعلق بحادث تقني تم احتواؤه دون إعلان رسمي؟