الخارجية السودانية تتهم الدعم السريع بمجزرة في النهود ومقتل 300 مدني غرب كردفان

اتهمت وزارة الخارجية السودانية، يوم السبت، قوات الدعم السريع بارتكاب واحدة من أبشع المجازر بحق المدنيين في مدينة النهود بولاية غرب كردفان، جنوب البلاد، أدت إلى مقتل نحو 300 شخص خلال اليومين الماضيين، وفق بيان رسمي صادر عن الوزارة.

وقالت الخارجية السودانية في بيان حاد اللهجة إن "مليشيا الدعم السريع تواصل ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية والمذابح والتطهير العرقي في أنحاء مختلفة من البلاد"، مؤكدة أن هذه المجزرة تمت على أسس عرقية واضحة، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية والإنسانية.

جريمة موثقة.. ودهس للجثث

ووفق البيان، فإن عناصر الدعم السريع "قامت بتوثيق الجرائم المروعة، بما فيها دهس جثث الضحايا وتسويتها بالأرض"، في ما وصفته الخارجية بـ"تباهٍ بما تعتبره انتصارًا"، مؤكدة أن ما جرى في النهود "يفوق في وحشيته جرائم أسوأ التنظيمات الإرهابية التي عرفها العالم".

البيان أشار إلى أن هذه الجرائم تعكس درجة الانفلات الكامل والوحشية التي تتصرف بها قوات الدعم السريع، في ظل ما وصفته بـ"حماية ضمنية من المجتمع الدولي"، محذرًا من أن الإفلات من العقاب هو ما يغذي آلة القتل والانتهاكات المستمرة بحق المدنيين الأبرياء.

دعوة لتدخل دولي عاجل

ودعت وزارة الخارجية السودانية مجلس الأمن الدولي والفاعلين الدوليين إلى التخلي عن ما وصفته بـ"التساهل الذي يرقى إلى درجة اللامبالاة" تجاه ما تقوم به قوات الدعم السريع، محملة "راعيتها الإقليمية" – دون تسميتها مباشرة – مسؤولية دعمها اللوجستي والمالي والعسكري، مشيرة إلى أن هذا الدعم هو ما يغذي "آلة القتل وتعطيل مقومات الحياة وتدمير البنى التحتية في البلاد".

السيطرة على اللواء 18 مشاة

بالتزامن مع المجزرة، أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت بالكامل على مقر اللواء "18 مشاة" التابع للجيش السوداني في مدينة النهود، والتي تُعتبر العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان. وأفادت مصادر محلية بأن السيطرة تمت بعد اشتباكات عنيفة استمرت لساعات.

نقابة الأطباء تؤكد: "300 قتيل في تصفية بدم بارد"

من جهتها، أكدت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان المعلومات الصادرة عن وزارة الخارجية، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع "ارتكبت مجازر مروعة بحق المدنيين العزل"، حيث جرت تصفية أكثر من 300 مواطن بدم بارد، في مشهد وصفته بـ"الكارثي والمفجع"، وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات.

تصعيد غير مسبوق في الصراع السوداني المستمر منذ أبريل 2023

تشير هذه التطورات إلى تصعيد غير مسبوق في الصراع السوداني المستمر منذ أبريل 2023، ويعيد إلى الواجهة أزمة النزوح والقتل على الهوية، وسط تقاعس دولي عن اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المدنيين.

وتثير مجزرة النهود تساؤلات حول قدرة المجتمع الدولي على وقف سلسلة الجرائم والانتهاكات التي تمارسها أطراف النزاع، خصوصًا في ظل تحذيرات منظمات الإغاثة من انهيار كامل للوضع الإنساني، حيث بلغ عدد النازحين في السودان 12.7 مليون شخص، بحسب منظمة أوكسفام.